أعداد وفيات كورونا المعلنة “أقل بكثير من الواقع”! علماء يتحدثون عن ملايين الضحايا غير مصرح بهم

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/19 الساعة 05:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/19 الساعة 05:31 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية لمرضى كورونا/رويترز

قال موقع "Nature" العلمي إن تعداد وفيات وباء كورونا المعلن عنه رسمياً والذي وصل إلى 5.5 مليون شخص حول العالم، "أقل بكثير من الواقع"، مشككاً في الأرقام التي تعلن عنها الكثير من الدول بخصوص ضحايا الوباء.

الموقع العلمي المتخصص أشار في تقرير له الثلاثاء 18 يناير/كانون الثاني 2022، إلى أن سجلات "الوفيات الإضافية" وهو مقياس يقارن بين الوفيات المسجلة والوفيات المتوقعة، تظهر أن عدد الأشخاص الذين قضوا في الوباء أكبر بكثير من الأرقام المسجلة.

وفيات وباء كورونا "غير موثوقة"

يقول الموقع إن العلماء وجدوا أن "بعض البيانات الرسمية بخصوص وفيات وباء كورونا معيبة"، حيث لا يجمع أكثر من 100 بلد إحصاءات موثوقة عن الوفيات الفعلية، أو لا ينشرها في الوقت المناسب.

يضيف الموقع أن تقنيات مثل صور الأقمار الصناعية للمقابر، ودراسات استقصائية، أو نماذج محوسبة تستخدم من قبل العلماء لاستقراء تقديرات دقيقة للوفيات العالمية بالوباء.

بينما تسعى منظمة الصحة العالمية، بحسب الموقع، إلى إعداد أول تقرير تقديري عالمي لها، في حين يقوم معهد القياسات الصحية والتقييم في سياتل بولاية واشنطن، بتقديم تحديثات يومية لنتائج وفيات وباء كورونا وتوقعات بالسرعة التي قد ترفع الحصيلة العالمية.

ملايين الوفيات لم يُعلن عنها

من جهتها، استخدمت مجلة الإيكونوميست البريطانية نماذج محوسبة قدرت وجود 12 مليوناً إلى 22 مليون حالة وفاة زائدة، أي نحو ضعفي إلى أربعة أضعاف الحصيلة الرسمية.

أضاف أن جميع المعنيين يعرفون أن أي إجابة يقدمونها ستكون مؤقتة وغير دقيقة، بحسب الموقع، لكنهم "يشعرون أنه من المهم أن نحاول فهم الحجم والتكلفة الحقيقيين للوباء، كما يأملون بمواجهة الادعاءات المضللة التي أثارتها الأرقام الرسمية، مثل إحصاء الصين الذي يبلغ أقل بقليل من 5000 حالة وفاة".

فقد أحصت دول مثل هولندا، في بداية الوباء، الأشخاص الذين يتوفون في المستشفيات فقط نتيجة إصابتهم على أنها وفيات وباء كورونا، فيما شملت بلجيكا كل من توفي بعد أن ظهرت عليه أعراض المرض، حتى وإن لم يكن المرض هو سبب الوفاة المباشر.

باحثون يبحثون عن الأرقام الواقعية

لهذه الأسباب، بدأ الباحثون في حساب الزيادة في الوفيات عن المعدلات الطبيعية كمقياس لحصيلة الجائحة، إذا قارنوا الوفيات أثناء الجائحة بالمتوسط العالمي للوفيات خلال السنوات الخمس التي سبقتها.

إذ تشمل الوفيات الزائدة الوفيات التي لا تتصل بـ COVID-19، مثل الأمراض المعدية الأخرى، فضلاً عن الوفيات ذات الصلة بشكل غير مباشر، مثل الشخص المصاب بالسرطان الذي توفي بسبب إلغاء علاجه بسبب تأثير الوباء على نظم الرعاية الصحية.

بالنسبة للصين، يقدر النموذج ما يقرب من 750,000 حالة وفاة (أعلى من 150 ضعفاً من الوفيات المبلغ عنها في البلاد).

بينما يقوم معهد القياسات الصحية والتقييم، وهو مركز أبحاث صحية عالمي مستقل في جامعة واشنطن، بإعداد تقديرات منفصلة بشأن وفيات وباء كورونا العالمية.

يظهر نموذج المعهد أن ما بين 9 ملايين و18 مليون شخص لقوا حتفهم حتى الآن، نتيجة المرض كما يحاول التنبؤ بكيفية نمو هذا العدد، ومدى سرعته.

على سبيل المثال، تشير أبحاث المعهد إلى ما يقرب من 71 ألف حالة وفاة في اليابان، مقارنة بالـ18 ألف حالة وفاة المبلغ عنها رسمياً، وهو رقم أقل من  نموذج مجلة الإيكونوميست الذي يقدر عدد "الوفيات الزائدة" في اليابان بما يتراوح بين 550 وفاة و27,000.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد