قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأربعاء 19 يناير/كانون الثاني 2022، إنه لن يستقيل من منصبه، بعد تعرُّضه لضغوط كبيرة عقب اكتشاف مشاركته في حفلات خلال الفترة التي كانت تعيش فيها البلاد مرحلة إغلاق بسبب جائحة كورونا.
جاءت تصريحات جونسون، خلال رده على سؤال في البرلمان من نائبة عن الحزب الليبرالي الديمقراطي المعارض، عما إذا كان الوقت قد حان لاستقالته، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
أشار جونسون إلى أنه يتعين انتظار نتيجة التحقيق في موضوع الحفلات المزعومة التي عُقدت في مقر إقامته في داوننج ستريت، وأضاف: "أعتذر بشدة عن أي سوء تقدير حدث"، قبل أن يطلب من النائبة "انتظار نتيجة التحقيق الأسبوع المقبل" قبل استخلاص أي استنتاجات.
خلال جلسة البرلمان، دعا زعيم المعارضة البريطانية، كير ستارمر، جونسون إلى الاستقالة، وسبق أن اتهم ستارمر رئيس الوزراء بمخالفة القانون بسبب حضوره الحفلات.
يجد جونسون نفسه في موقف محرج مع تزايد الضغوط عليه من داخل حزبه (حزب المحافظين)، ويزداد وضعه ضعفاً، إثر تمرّد نواب شباب من حزبه بسبب استيائهم من فضيحة الحفلات المنظمة في مقر رئاسة الحكومة.
إلى الآن، طالب 7 من مشرّعي الحزب رئيس الوزراء علناً بالاستقالة، فيما أعلن آخرون أنهم يتريّثون بانتظار صدور نتائج التحقيق الداخلي الذي تجريه المسؤولة في الخدمة المدنية سو غراي.
في هذا السياق، ذكرت الصحف البريطانية أن نحو عشرين من النواب المحافظين الشباب اجتمعوا الثلاثاء للبحث في التصويت على حجب الثقة عن جونسون، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
تأتي مطالب المحافظين، فيما أظهرت نتائج ثلاثة استطلاعات للرأي الأسبوع الماضي، تقدم حزب العمال بفارق 10 نقاط على المحافظين، الذين يطالب البعض منهم برحيل جونسون في الوقت المناسب قبل الانتخابات المحلية في مايو/أيار 2022.
كذلك أظهر أحدث استطلاع أجرته صحيفة "أوبزرفر" أن معدل التأييد الشخصي لجونسون انخفض إلى ما دون أسوأ رقم سبق أن سجلته رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي.
كان الغضب قد تأجّج من جديد تجاه جونسون، مع نشر صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية، صورة تظهر تسليم برّاد نبيذ عند الباب الخلفي لمقر الحكومة في ديسمبر/كانون الأول 2021.
الصحيفة أفادت بأن الموظفين كانوا يملأون البراد بكميات كبيرة من زجاجات الكحول التي كانت تُنقَل في حقائب، وأضافت أن جونسون كان يأتي أحياناً إلى "جمعة النبيذ".
نقلت الصحيفة عن موظف قوله: "الفكرة القائلة إنه لم يكن مدركاً لوجود كحول مجرد كلام فارغ"، وأضافت: "إذا قال لك رئيس الحكومة تخلَّص من الضغط فهذا يعني أن لا مشكلة".
كان جونسون، وبعد أسابيع من الإنكار والنفي، قد اعتذر الأربعاء 12 يناير/كانون الثاني 2022 في البرلمان، عن حفلة واحدة على الأقل نظمها موظفوه وحضرها في مايو/أيار 2020 فيما كان البريطانيون يخضعون لتدابير إغلاق.
نُظم حفلان آخران في إبريل/نيسان 2021، عشية جنازة الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية، واعتذرت الحكومة في داونينغ ستريت لقصر باكينغهام، معتبرة الحفلات "مؤسفة جداً".
يُشار إلى أن طرح الثقة حيال جونسون يحتاج إلى ما مجموعه 54 رسالة على الأقل من نواب حزب المحافظين.