هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء 19 يناير/كانون الثاني 2022، منزل عائلة صالحية في الشيخ جراح، وذلك بعد أن اقتحمت الشرطة بالوحدات الخاصة المنزل وقامت بإخلاء أفراد العائلة والمتضامنين معهم بالقوة رغم أنها أعلنت في وقت سابق من الثلاثاء تراجعها عن قرار الإخلاء.
وسائل إعلام فلسطينية قالت إن قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الاسرائيلي اقتحمت منزل عائلة صالحية، واعتقلت أفراد العائلة المتواجدين في المنزل، بعد الاعتداء عليهم بالضرب كما قام عناصر الشرطة بإطلاق قنابل الصوت واعتقال جميع أفراد العائلة و25 شخصاً تواجدوا داخل المنزل، حيث تم إخلاء المنزل والاعتداء على جميع المتواجدين بداخله.
فيما منعت قوات الاحتلال دخول مركبات الإسعاف منطقة الشيخ جراح لإسعاف المصابين ومنعت الطواقم الصحفية من الوصول إلى منزل عائلة صالحية،
كما كثفت من انتشارها على مداخل الحي ومنعت المواطنين من الدخول للحي، تزامناً مع اقتحامها منطقة عائلة صالحية وهدم المنزل.
ويأتي هذا رغم أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي أعلنت في وقت متأخر من الثلاثاء تراجعها بشكل مؤقت عن محاولتها إخلاء عقار فلسطيني من ساكنيه في حي الشيخ جراح شرقي القدس المحتلة، وذلك بعد أن هدد أفراده بإضرام النار في أنفسهم رفضاً للقرار، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
سنوات من المقاومة في وجه الاحتلال
عائلة صالحية بالشيخ جراح تواجه خطر إخلاء منزلها لصالح بلدية المدينة الإسرائيلية منذ العام 2017، فيما تقول البلدية، إنها "خصصت الأرض التي يقع عليها العقار لبناء مدرسة تخدم سكان الحي".
وهدد محمود صالحية الذي صعد إلى سطح المنزل، الإثنين، مع عدد من أفراد أسرته حاملين معهم عبوات غاز ومواد قابلة للاشتعال بإضرام النار بأنفسهم، ما أجبر القوات على التراجع ومغادرة المنطقة بعد عدة ساعات شهدت مواجهة بين الطرفين ومفاوضات لم تنجح.
"انتهاك للقانون الدولي"
من جهته، قال ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية سفين كون بورغسورف، الذي وصل إلى الحي إلى جانب وفد من الدبلوماسيين الأوروبيين، إن "عمليات الإخلاء في الأراضي المحتلة انتهاك للقانون الإنساني الدولي، وهذا ينطبق على أي طرد أو هدم بما في ذلك هذه العملية".
بدوره أكد صالحية عدم توصل الطرفين إلى اتفاق، مشيراً إلى "تقديم محاميه التماساً للمحكمة العليا الإسرائيلية لإلغاء قرار الإخلاء"، وقال: "أولادي يتناوبون الصعود إلى السطح" وشددت بلدية القدس على أن "قرار محكمة محلية كان لصالحها، وأن العائلة منحت عدة فرص للإخلاء".
فيما اعتبر أحمد الرويضي، مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس، أن إخلاء الاحتلال لمنزل صالحية خطير للغاية فهو يهدف للسيطرة على حي الشيخ جراح بشكل تدريجي.
وبين الرويضي خلال تصريحات صحفية أن حي الشيخ مستهدف بالكامل، وخاصة أن 28 منزلاً مهددة في الجهة الشرقية، بالإضافة إلى تهديد 130 وحدة سكنية من كرم المفتي وتحويلها للمستوطنين.
أضاف الرويضي وفقاً لما نشرته وسائل إعلام محلية أن منزل صالحية مكون من منزلين، تملكه العائلة منذ 20 عاماً، وتخوض العائلة معركة مع الاحتلال ضد أملاك الغائبين، بحجة تحويلها إلى الممتلكات العامة، وتابع الرويضي: "الاحتلال عجز عن أن يُخلي العائلات بشكل جماعي، ويحاول أن يستولي بطريقة فردية، كما فعل العام الماضي عندما استولى على قطعة أرض تعود لكمال عبيدات وتحويلها لكراجات واستخدامها للاستيطان"، موضحاً أن "أرض صالحية بالقرب من القنصلية البريطانية، ونحن أمام تهجير سكان القدس بالتدريج وبناء أحياء للمستوطنين".
وما زالت المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في طلب المستوطنين إخلاء عشرات الفلسطينيين من المنازل التي يقيمون فيها منذ العام 1956.
وتواجه عشرات العائلات الفلسطينية في مدينة القدس، لا سيما في الشيخ جراح وسلوان، إنذارات بالإجلاء من منازل لها تقيم فيها منذ عقود لصالح مستوطنين.
وتسببت انتهاكات إسرائيلية بحق سكان القدس، ولاسيما أهالي حي الشيخ جراح، في اندلاع مواجهة عسكرية بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، دامت 11 يوماً في مايو/أيار الماضي.