حذّرت السعودية مروّجي الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، من مواجهة عقوبة تصل للسجن خمس سنوات، وغرامة مالية باهظة، وذلك بعد أيام من انتشار تغريدات عن تعرض فتيات لتحرش جنسي، بعد إلغاء فعالية ترفيهية في الرياض.
النيابة العامة في المملكة قالت الثلاثاء، 18 يناير/كانون الثاني 2022، إنّها استدعت بالفعل مشاركين في نشر هذه الشائعات، مشيرة إلى "العمل على استكمال الإجراءات الجزائية بحقهم"، من دون أن توضح عددهم أو إذا كانت أوقفتهم، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أشارت النيابة إلى أنه تم "رصد حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي قامت بإنتاج وترويج شائعات لا أساس لها من الصحة، تتعلق بإحدى الفعاليات مؤخراً"، وقالت إن "ذلك تم بتنسيق ودعم من جهات مُعادية خارجية كانت مسؤولة عن غالبية المشاركات المرصودة، وانساق وراءها أشخاص شاركوا في الترويج لها من داخل السعودية".
توعدت النيابة بأن هذه الأفعال يترتب عليها "عقوبات مُغلظة تصل إلى السجن خمس سنوات وغرامة ثلاثة ملايين ريال (800 ألف دولار)".
أثار بيان النيابة السعودية قلقاً من أنّ هذه القرارات قد تؤدي إلى ثني الفتيات عن كشف أي حوادث تحرش، وبالتالي التكتم على ظاهرة اجتماعية مضّرة كهذه، خوفاً من اعتبارها شائعات.
كانت السلطات السعودية قد ألغت يوم الجمعة 14 يناير/كانون الثاني 2022، في اللحظات الأخيرة، حفلة لفرقة "ستراي كيدز" الكورية الجنوبية، بسبب تردي الأحوال الجوية، وتسبّب ذلك بفوضى في موقع الحفلة في شمال الرياض، خصوصاً مع هبوب رياح شديدة وأمطار غزيرة.
بعد ذلك عجّ موقع تويتر بتغريدات تتحدث عن فقدان بعض الفتيات، وتعرض أخريات لوقائع تحرش جنسي، ما أثار شعوراً عاماً بالخوف.
في المقابل، نشر آخرون في موقع الحفلة الملغاة صوراً ومقاطع فيديو تظهر منظمين ورجال أمن يساعدون عائلات وفتيات على الوصول إلى سياراتهم، أو إيقاف سيارات أجرة لهم.
إحدى الفتيات التي ذهبت إلى الحفلة مع صديقتها، قالت في تصريح للوكالة الفرنسية إنّ "الفوضى سادت المكان بالفعل، خصوصاً مع تساقط المطر بغزارة"، وأضافت: "نتعرض باستمرار لوقائع تحرش في هذه الحفلات، لكنني لم أر شيئاً لافتاً في حفل الجمعة".
من جانبه، دخل رئيس هيئة الترفيه السعودية، تركي آل الشيخ، على الخط، ونشر عدداً من التغريدات حينها، بدا فيها وكأنه يسخر من هذه التقارير عن حدوث تحرش.
على وقع شكاوى سابقة من وقائع تحرش، أعلنت إدارة مهرجان ميدل بيست الموسيقي، الذي أقيم في الرياض على مدى أربعة أيام، الشهر الفائت، تكثيف الإجراءات لحماية النساء في فعالياتها التي حضرها أكثر من 700 ألف شخص.
يذكر أنه منذ تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، في 2017، تشهد المملكة إصلاحات اجتماعية، شملت السماح للنساء بقيادة السيارات، وإقامة الحفلات الغنائية، ووضع حدّ لحظر الاختلاط بين الرجال والنساء الذي استمر لعقود.