أمرت خدمة البريد في الصين عمالها بتعقيم الطرود البريدية الدولية، وحضت المواطنين على خفض طلبات الشراء من الخارج، وذلك بعد زعم السلطات أن البريد قد يكون مصدر تفشي الإصابات بفيروس كورونا في البلاد مؤخراً.
يأتي ذلك بينما تتبع الصين التي كانت أول بلد يظهر فيه الفيروس أواخر عام 2019، سياسة صارمة، تستهدف تسجيل صفر إصابات بكورونا، على الرغم من إنهاء الإغلاق في بقية دولة العالم، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، الثلاثاء 18 يناير/ كانون الثاني 2022.
لكن البلاد تعاني الآن من بؤر تفش صغيرة حتى في العاصمة بكين، التي تستعد لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.
خدمة البريد الصينية قالت في بيانها إنها أمرت العمال بتعقيم الطرود الدولية "بأسرع ما يمكن"، كما طلبت من الموظفين الذين يتعاملون مع الرسائل والطرود الأجنبية تلقي جرعات لقاح معززة.
أيضاً طالبت السلطات المواطنين بتقليص عمليات الشراء من "الدول والمناطق ذات الخطورة الوبائية العالية في الخارج".
كان مسؤولون صينيون قد رجحوا في الأيام الأخيرة أن يكون بعض الأشخاص قد أصيبوا بالفيروس، عقب لمسهم طروداً بريدية آتية من الخارج، بما في ذلك امرأة في بكين قالت السلطات إنها لم تخالط أشخاصاً مصابين، ولكن تأكد إصابتها بمتحورة مماثلة لتلك المنتشرة في أمريكا الشمالية.
في هذا السياق، قال مسؤولو الصحة إن الشخص الذي رُصدت إصابته بالمتحور "أوميكرون"، فتح طرداً قادماً من كندا مروراً بالولايات المتحدة وهونغ كونغ وإنه "لا يمكن استبعاد" انتقال العدوى عبر الطرد، وفقاً لما أوردته إذاعة "مونت كارلو" الفرنسية.
من جانبها، دعت قناة (سي.سي.تي.في) التلفزيونية الصينية الرسمية المواطنين في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى "التأكد من حماية أنفسهم خلال عمليات التسلم وجهاً لوجه واستخدام الكمامات والقفازات ومحاولة فتح الطرد في مكان مفتوح".
تحذيرات الصين هذه، تأتي على الرغم من توقع منظمة الصحة العالمية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض (سي دي سي)، أن خطر الإصابة بالعدوى من خلال الأسطح الملوثة منخفض، وتقول إنها تصبح أقل احتمالاً مع مرور الوقت.
في هذا السياق قالت "سي دي سي" إن آثار الفيروس على معظم الأسطح تختفي بنسبة 99 في المئة في غضون ثلاثة أيام، لكن الصين غير مستعدة لتحمل أي مخاطر، خاصة قبل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها الشهر المقبل.
كان الملايين من الصينيين قد أُجبروا على ملازمة منازلهم في مدن متعددة، في الأسابيع الأخيرة، بعد ظهور إصابات بالمتحورتين "دلتا" و"أوميكرون".
ظهرت الإصابات الحديثة في المناطق التي تردها كميات كبيرة من السلع الدولية، بما في ذلك في مدينة تيانجين الساحلية الشرقية ومنطقة غوانغدونغ الصناعية الجنوبية.
يُذكر أن الصين تستخدم إجراءات الإغلاق المحلية المشددة والفحوص الجماعية وتطبيقات تتبع الأشخاص المصابين لمحاصرة العدوى بمجرد ظهور الإصابات.