الكشف عن تعرُّض ناشطتين حقوقيتين بدولتين عربيتين للتجسس.. اخترق هاتفيهما بواسطة “بيغاسوس”

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/17 الساعة 22:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/17 الساعة 22:41 بتوقيت غرينتش
شركة التجسس الإسرائيلية المسؤولة عن فضيحة "بيغاسوس"/ رويترز

قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية، الإثنين 17 يناير/كانون الثاني 2022، إن الهواتف المملوكة لناشطتين في مجال حقوق المرأة بالوطن العربي، اكتُشف اختراقها عن طريق برنامج بيغاسوس التجسسي الذي صممته شركة التكنولوجيا الإسرائيلية NSO المتخصصة في الاستخبارات الإلكترونية والهجوم السيبراني.

كان تحقيق خاص لمنظمتي "اكساس ناو" و"فرونت لاين ديفندرز" قد كشف عن تعرُّض المحامية والحقوقية الأردنية هالة عاهد، والناشطة البحرينية ابتسام الصايغ، لاختراق أجهزتهما باستخدام برنامج التجسس "بيغاسوس".

فقد أجرت "فرونت لاين ديفندرز" تحليلاً لأجهزة الناشطتين بمساعدة من مُختبر "سيتيزن لاب" (Citizen Lab) الكندي المختص بمراقبة أمن الإنترنت، ومُختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية؛ من أجل التأكد من استعمال بيغاسوس للاختراق.

فيما فحص تحقيق "فرونت لاين ديفندرز" الهاتف الجوال الخاص بـ"الصايغ"، واكتشف اختراقه ما لا يقل عن 8 مرات بين أغسطس/آب ونوفمبر/تشرين الثاني 2019، عن طريق عميل يستخدم برمجية بيغاسوس. واعتُقلت "الصايغ" في البحرين، بسبب نشاطها الحقوقي في الماضي، وتعرضت للاضطهاد بسبب عملها.

اكتُشف كذلك أن الهاتف الخاص بـ"عاهد" تعرض للاختراق عن طريق برمجية بيغاسوس منذ مارس/آذار 2021، وذلك حسبما أوضح التقرير. بجانب تمثيلها أكبر نقابة في البلاد، يُعرف عن "عاهد" أنها ناشطة نسوية بارزة، فضلاً عن ترؤسها اللجنة القانونية في اتحاد المرأة الأردنية.

في حين أكد مُختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية ومُختبر "سيتيزن لاب"، التابع لجامعة تورونتو، أن البرنامج تسلل إلى هاتفي "الصايغ" و"عاهد"، في إطار تحقيقٍ تضمَّن كذلك مجموعة Access Now المتخصصة في مجال الحقوق الرقمية.

مخاطر أكبر

كما شدد التقرير المتعلق بالتحقيق، الذي قاده محمد المسقطي، الناشط الحقوقي لدى منظمة Front Line Defenders، على أن النساء اللواتي استهدفهن هذا البرنامج التجسسي يواجهن مخاطر تتجاوز المخاطر التي يواجهها نظراؤهن الذكور.

حيث جاء في التقرير: "الإمكانات الخبيثة التي يقدمها برنامج بيغاسوس التجسسي إلى الجناة لا تقتصر على تجريد النساء من خصوصيتهن، بل إن الرقابة تدمر كذلك حرمة منازلهن ومحيطهن المباشر. إذ إن الأصدقاء والأقارب يُبعدون أنفسهم خوفاً من التعرض للضرر أو الرقابة".

الناشطتين الحقوقيتين هالة عاهد وابتسام الصايغ تم اختراق أجهزتهما/ الأناضول

التقرير أضاف: "تعد المراقبة الرقمية قنبلة موقوتة بالنسبة للنساء المستهدفات. إنهن يحيين في خوف من أن تُستخدم معلوماتهن الشخصية، التي تتضمن صورهن وفيديوهاتهن ومحادثاتهن الشخصية، ضدهن في أي مرحلة، مما يفتح الباب أمام التحرش والإساءة".

رداً على هذه التحقيقات، قالت شركة NSO: "لا نستطيع التعليق مباشرةً على تقرير لم نره، ولا أن نحقق استناداً إلى أسماء جُمعت في تحقيق صحفي".

فيما ادعت الشركة الإسرائيلية أن ما وصفتها بموقفها الراسخ حول هذه القضايا، هو أن "استخدام الأدوات السيبرانية لمراقبة المعارضين والنشطاء والصحفيين، بغض النظر عن جنسهم، هو سوء استخدام خطير للتكنولوجيا ويأتي ضد الاستخدام المرجو لمثل هذه الأدوات الحساسة".

الشركة أردفت: "ينبغي للمجتمع الدولي أن تكون لديه سياسة لا تتسامح على الإطلاق مع مثل هذه الأفعال، ومن ثم هناك حاجة إلى تشريع عالمي. أثبتت NSO في الماضي أنها لا تتسامح قط مع مثل سوء الاستخدام هذا، عن طريق إلغاء العديد من العقود".

يشار إلى أنه في يوليو/تموز 2021، نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية نتائج تحقيق أجرته 17 مؤسسة إعلامية، عن أن برنامج "بيغاسوس" للتجسس انتشر على نطاق واسع حول العالم، "واستخدم لأغراض سيئة".​​​​​​​

إذ استُخدم هذا البرنامج للتنصت على معارضين ونشطاء حقوق الإنسان، ومراقبة رسائل البريد الإلكتروني، والتقاط الصور، وتسجيل المحادثات، وذلك بعد اختراق هواتفهم.

جدير بالذكر أن شركة "NSO" تأسست عام 2010، ويعمل بها نحو 500 موظف وتتخذ من تل أبيب مقراً لها.

تحميل المزيد