قالت الشرطة الهندية، الإثنين 17 يناير/كانون الثاني 2022، إنها أوقفت راهباً هندوسياً دعا إلى "إبادة جماعية" بحق المسلمين في الهند خلال اجتماع لمؤيديه عُقد شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، ما قد يجعله يواجه عقوبة السجن لمدة 5 سنوات.
يأتي ذلك بينما يواجه المسلمون في الهند اضطهاداً غير مسبوق منذ تولي ناريندرا مودي المسؤولية قبل 7 أعوام، لكن الأمور وصلت إلى حد دعوة رهبان هندوس علناً إلى قتل المسلمين مع الأيام الأخيرة لعام 2021، ويشكل المسلمون ما يقرب من 14% من سكان الهند البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.
خطاب الكراهية ضد المسلمين في الهند
سواتانترا كومار، كبير ضباط الشرطة، قال إن ياتي نارسينغهاناند جيري وهو مؤيد صريح للقوميين اليمينيين المتطرفين ويرأس أيضاً ديراً هندوسياً "قيد التوقيف لمدة 14 يوماً بتهمة خطاب الكراهية ضد المسلمين في الهند والمطالبة بالعنف ضدهم".
أضاف كومار أن الراهب الهندوسي جيري "وُجهت إليه رسمياً، الإثنين، تهمة الترويج للعداء بين الجماعات المختلفة على أساس الدين". وأشار إلى أن عقوبة التهم الموجهة لجيري قد تصل إلى 5 سنوات سجن.
إذ تعود فصول القضية إلى شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما دعا جيري وزعماء دينيون آخرون من الهندوس إلى تسليح أنفسهم لارتكاب "إبادة جماعية" ضد المسلمين في الهند خلال اجتماع مغلق في هاريدوار وهي بلدة مقدسة بولاية أوتاراخند، كشفت عنه مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي.
حسب ما ذكرته وكالة الأناضول، يعد جيري ثاني شخص يتم القبض عليه في القضية بعد تدخل المحكمة العليا في الهند، الأسبوع الماضي، لحل الأزمة.
إذ تقع ولاية أوتاراخند تحت حكم حزب "بهاراتيا جاناتا" القومي بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، والذي أدى صعوده إلى السلطة عام 2014، وإعادة انتخابه بأغلبية ساحقة في 2019، إلى تصاعد الهجمات ضد المسلمين في الهند والأقليات الأخرى.
دعوات هندوسية لقتل المسلمين
شهد العام الماضي (2021) تعرض المسلمين في ولاية آسام شمال شرقي الهند لإجراءات قمعية، وصلت إلى حد القتل والتهجير، من جانب الحكومة الهندوسية التابعة لحزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه مودي، وهي إجراءات متسقة مع سياسة اضطهاد المسلمين في أكبر ديمقراطيات العالم، والتي يطبقها مودي منذ مجيئه إلى سدة الحكم.
أدت البشاعة والوحشية، التي أظهرها مقطع فيديو انتشر لقتل شاب مسلم في ولاية آسام والقفز على جثته، إلى تسليط الضوء أخيراً على ما تقوم به حكومة مودي الهندوسية؛ إذ كان رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوا الإثنين 27 سبتمبر/أيلول فيديو يوثّق اعتداء أفراد من الشرطة الهندية على شاب مسلم، ما أدى إلى وفاته في ولاية آسام شمال شرقي البلاد.
فقد أظهر الفيديو عدداً من أفراد الشرطة الهندية وهم يطلقون الرصاص من مسافة قريبة على شاب قالت وسائل إعلام محلية إنه مسلم، ثم واصلوا ضربه بالعصي، فيما تقدم أحد الصحفيين وقام بالقفز على جثة الشاب المسلم ووجَّه له لكمات عنيفة.
فيما قالت مواقع إخبارية هندية إن الصحفي الذي شارك في الجريمة يُدعى (بيجوي بانيا) وهو مصوّر استأجرته سلطات المدينة لتوثيق حملة الإخلاء التي تقوم بها السلطات بحق المسلمين.
بينما نشرت صحيفة New York Times الأمريكية تقريراً بعنوان "صمتٌ من قادة الهند إزاء دعوات متطرِّفين هندوس لقتل المسلمين في الهند"، رصد قيام المئات من النشطاء والرهبان الهندوس اليمينيين في مؤتمرٍ عُقِدَ الأسبوع الأخير من عام 2021 ليقسموا على أن يحوِّلوا الهند، الجمهورية العلمانية دستورياً، إلى أمةٍ هندوسية، حتى لو تطلَّب ذلك الموت والقتل.
قال بوجا شكون باندي، زعيم حزب هندو ماهاسابها، وهو حزبٌ يعتنق القومية الهندوسية المتشدِّدة، في إشارة إلى مسلمي البلاد: "إذا كان مئة مِنَّا مستعدين لقتل مليونين منهم، فسننتصر ونجعل الهند دولة هندوسية. كونوا مستعدين للقتل والذهاب إلى السجن".