اتهمت أبوظبي، جماعة الحوثي، مساء الإثنين 17 يناير/كانون الثاني 2022، باستهداف "مناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية"، مشددة على أنها تحتفظ بـ"حقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية، وهذا التصعيد الإجرامي الآثم".
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الإماراتية، نقلته وكالة الأنباء الرسمية للبلاد.
حيث قال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، وفق البيان: "ندين استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية مناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية اليوم (الإثنين)"، مؤكداً أن "هذا الاستهداف الآثم لن يمر دون عقاب".
فيما وصفت الخارجية، في البيان ذاته، تلك الهجمات بأنها "جريمة نكراء أقدمت عليها ميليشيا الحوثي خارج القوانين الدولية والإنسانية".
كما دعت المجتمع الدولي إلى "إدانة هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية، ورفضها رفضاً تاماً"، مؤكدةً أن "ميليشيا الحوثي تواصل جرائمها دون رادع؛ في مسعى منها لنشر الإرهاب والفوضى بالمنطقة في سبيل تحقيق غاياتها وأهدافها غير المشروعة".
في حين أعربت وزارة الخارجية الإماراتية عن تعازيها الصادقة لأهالي المتوفين في "هذا الاعتداء الإجرامي، ومواساتها للمصابين وأهاليهم، متمنيةً لهم الشفاء العاجل"، وفق البيان ذاته.
3 قتلى و6 إصابات
في وقت سابق من يوم الإثنين، شهدت إمارة أبوظبي انفجار ثلاثة صهاريج نقل محروقات بترولية، ووقوع حريق في منطقة الإنشاءات الجديدة قرب مطار أبوظبي، وأسفر أحدهما عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 6.
جاء ذلك مقابل إعلان حوثي رسمي يشير إلى اعتزام إصدار بيان عن "عملية عسكرية نوعية نفذتها قواته في العمق الإماراتي"، دون مزيد من التفاصيل.
من جانبها، أعلنت شرطة أبوظبي أن "التحقيقات الأولية تشير إلى رصد أجسام طائرة مسيَّرة صغيرة وقعت بالمنطقتين، قد تكون السبب في الحريقين"، دون اتهام صريح للحوثيين، المعروفين باستخدام تلك المسيرات في عمليات ضد السعودية.
إدانات عربية
في غضون ذلك، أدانت 6 دول عربية وخليجية، مساء الإثنين، استهداف منطقتين بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، مؤكدةً أنها "اعتداءات إرهابية".
حيث وصفت الخارجية السعودية، في بيان الإدانة، الاستهداف بأنه "هجوم إرهابي جبان"، مؤكدةً "وقوفها التام مع الإمارات أمام كل ما يهدد أمنها واستقرارها".
كما اعتبرت خارجية الكويت، في بيان، الاستهداف "عدواناً إرهابياً جباناً"، داعيةً مجلس الأمن إلى "وضع حد للسلوك العدواني للميليشيات الحوثية، وصيانة الأمن والسلم الدوليين".
من جهتها، وصفت خارجية البحرين، في بيان، الاستهداف بأنه "اعتداء إرهابي جبان وسافِر على سيادة الإمارات"، مؤكدةً تأييدها "الإجراءات كافةً التي ستتخذها الإمارات للتصدي لهذه الأعمال التخريبية".
في لبنان، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، في بيان، التضامن مع الإمارات "ضد هذا التعدي السافر".
بدورها، أدانت خارجية الأردن، في بيان، هذا "الاعتداء الإرهابي الجبان"، مشددة على أن "أمن الإمارات جزء لا يتجزأ من أمن المملكة".
كما أدان رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، "هذا العدوان"، مطالباً بـ"وقفة عربية تحمي الخليج وأمنه وشعبه، وتوقف التمدد الإيراني في دولنا ومجتمعاتنا".
أما في اليمن، فقالت الخارجية، في بيان إدانة، إن ذلك "تصعيد غير مسبوق واعتداءات إرهابية ممنهجة"، مؤكدةً أن "ذلك يدل على تخبُّط الميليشيات الحوثية وإحباطها بعد هزائمها في جبهات القتال بمأرب وشبوة في اليمن".
حرب مأساوية
جدير بالذكر أن اليمن يعاني منذ نحو 7 سنوات، حرباً مستمرة بين القوات الحكومية وقوات جماعة الحوثي، المسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ عام 2014.
تلك الحرب أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
كانت العملة اليمنية شهدت هبوطاً حاداً لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف غير الرسمية بمدينة عدن الساحلية وجنوب البلاد، مسجلةً 1700 للدولار الواحد للمرة الأولى في تاريخ البلاد.