أعلنت جماعة الحوثي، الإثنين 17 يناير/كانون الثاني 2022، استهداف العاصمة الإماراتية أبوظبي بطائرات مسيّرة، فيما أعلنت شرطة أبوظبي اندلاع حريق في منطقة الإنشاءات الجديدة بمطار العاصمة.
بحسب المعلومات الأولية التي نشرتها الشرطة، فإن الانفجارات وقعت في 3 صهاريج نقل محروقات بترولية في منطقة مصفح "آيكاد 3" بالقرب من خزانات أدنوك.
وتشير التحقيقات الأولية التي نشرتها وسائل إعلام محلية إماراتية إلى رصد شرطة أبوظبي أجساماً طائرة صغيرة يحتمل أن تكون لطائرات بدون طيار "درونز"، وقعتا في المنطقتين قد تكونان تسببتا في الانفجار والحريق، وتم إرسال جهات الاختصاص وجارٍ التعامل مع الحريق.
بدوره أعلن المتحدث الرسمي لقوات الحوثي، يحيى سريع، أن بياناً مهماً للقوات المسلحة للإعلان عن عملية عسكرية نوعية في العمق الإماراتي خلال الساعات القادمة.
صفحة جديدة بين إيران والإمارات
يأتي هذا رغم التطورات الإيجابية الأخيرة في علاقة طهران بأبوظبي، حيث التقى مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ونظيره علي شمخاني، في طهران.
كما نقل التلفزيون الإيراني الحكومي عن شمخاني قوله بعد اللقاء إن العلاقات "الدافئة والودية" بين البلدين تظل أولوية ويجب ألا تتأثر بالدول الأخرى، في إشارة على ما يبدو إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.
كما التقى المسؤول الإماراتي بالرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي المقرب من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وذكرت الرئاسة الإيرانية في بيان أن رئيسي رحّب "بتحسين العلاقات مع الإمارات" بما في ذلك النواحي الاقتصادية.
وقال رئيسي إنه "ينبغي ألا تكون هناك عوائق في العلاقات بين البلدين المسلمين إيران والإمارات، كما ينبغي ألا تتأثر بإملاءات الأجانب".
حذر إيراني من تسلح الإمارات
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، زار علي باقري كاني، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية وكبير المفاوضين في محادثات فيينا، الإمارات حيث التقى بأنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، ووزير الدولة خليفة شاهين المرر، وقال كاني: "اتفقنا حول فتح صفحة جديدة في العلاقات الإيرانية الإماراتية".
إلا أن سعيد خطيب زاده، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية انتقد بعدها، الإمارات على خلفية شرائها نهاية الأسبوع الماضي مقاتلات من طراز رافال من فرنسا بقيمة 16 مليار يورو، بحسب وكالة أسوشيتد برس، وحث خطيب زاده فرنسا على "التصرف بمسؤولية أكبر"، ودعاها إلى "تجنب عسكرة المنطقة". وقال خطيب زاده: "نشهد مبيعات أسلحة بمليارات الدولارات لدول المنطقة التي بالمقابل تعقد اجتماعات عديدة حول صواريخنا".
وتابع: "بهذه التصرفات، نصبح أكثر تصميماً على جعل درعنا الدفاعي أكثر نشاطاً".
علاقات متوترة بين إيران والإمارات
يشار إلى أن العلاقات الإماراتية الإيرانية تشهد توتراً مستمراً، بسبب الجزر الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأبو موسى" المتنازع عليها بين أبوظبي وطهران، والتي تقول الأولى إنها محتلة من قبل الثانية.
وتفاقم التوتر بين البلدين على خلفية الصراع المحتدم في اليمن منذ نحو 5 أعوام بين القوات الحكومية، مدعومةً بالتحالف العربي الذي تعد الإمارات عضواً فيه رغم قيامها بانسحاب جزئي مؤخراً، والمسلحين الحوثيين، الذين تُتهم إيران بدعمهم.
كما زاد التوتر اشتعالاً على خليفة اتهام إيران باستهداف أو تحريض جماعات أخرى على استهداف ناقلات نفطية في الخليج العربي، وهو ما نفته طهران.
ففي مايو/أيار 2019، أعلنت الإمارات تعرّض 4 سفن شحن تجارية لعمليات تخريبية قبالة ميناء الفجيرة، فيما نفت إيران اتهامات أمريكية بالمسؤولية عن هذا الهجوم