“ادفع فاتورة الكهرباء، أو نسلبك حياتك”.. جنود ميانمار “يستوحشون” على منفذي العصيان المدني

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/16 الساعة 09:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/16 الساعة 09:45 بتوقيت غرينتش
عناصر من جيش ميانمار/ getty images

قالت صحيفة The New York Times الأمريكية إن جنود جيش ميانمار بدأوا يقومون بدور محصلي الديون ويقومون بتهديد الممتنعين عن أداء الفواتير المتأخرة بالقتل، في ظل امتناع ملايين المواطنين عن دفع فواتير الكهرباء في إطار عصيان مدني.

بعد أن استولى جيش ميانمار على السلطة في انقلاب 1 فبراير/شباط، ترك ملايين الأشخاص وظائفهم احتجاجاً، وامتنع الملايين عن دفع فواتير الكهرباء في إطار عصيان مدني يهدف إلى حرمان المجلس العسكري من مصدر أساسي للإيرادات، وفق ما ذكرته الصحيفة الأمريكية السبت 15 يناير/كانون الثاني 2022.

بينما شكك الخبراء في أن هذه الجهود وحدها يمكن أن تسقط النظام. لكن بعد 11 شهراً من الانقلاب، يبدو أن جيش ميانمار أصبح في أمسّ الحاجة إلى المال؛ لدرجة أن جنوده بدأوا يؤدون دور محصلي الديون.

جيش ميانمار يُرعب السكان

تقول المعلمة داو تيدا بيوني إنها كانت قد استيقظت لتوها من نومها حين سمعت طرقاً عنيفاً على باب منزلها. وفوجئت بأربعة جنود من جيش ميانمار يخبرونها أن فاتورة كهرباء منزلها متأخرة، وأن عليها دفعها فوراً في مكتب شركة الكهرباء الحكومية.

كما أضافت أنها حين سألتهم عما سيحدث إن رفضت "صوَّب أحد الجنود مسدسه نحوي وقال: (لو أن أموالك أهم من حياتك، فلا تذهبي لدفع الفاتورة)"، وتقول إنها أصيبت برعب شديد دفعها لاختطاف نقودها والذهاب مباشرة إلى مكتب التحصيل دون أن تحاول حتى تغيير ملابس نومها.

إذ يقول السكان إن الجنود يتنقلون منذ أسابيع من منزل إلى آخر برفقة العاملين في شركة الكهرباء لتحصيل الفواتير في المدن الرئيسية، ومنها أكبر مدينتين في البلاد، يانغون وماندالاي.

كما أشارت الصحيفة إلى أن الانقلاب والحملة القمعية التي أعقبته أضرا أيضاً باقتصاد البلاد؛ حيث ترك الملايين وظائفهم احتجاجاً، ومنهم أطباء ومهندسون وموظفون في البنوك وشركات الكهرباء والسكك الحديدية. ومعظمهم لم يعودوا.

قمع جيش ميانمار لاحتجاجات المدنيين/ getty images
قمع جيش ميانمار لاحتجاجات المدنيين/ getty images

مواطنون يتحدون "إرهاب" الجنود

في مدينة ماندالاي، التي ينقطع بها التيار الكهربائي كل يوم لساعات في المرة الواحدة، بدأت حملة النظام القمعية لتحصيل فواتير الكهرباء في أكتوبر/تشرين الأول.

إذ إن انقطاع التيار الكهربائي كان شائعاً قبل الانقلاب، إلا أنه أصبح أطول وأكثر تكرراً. وتعزو وزارة الكهرباء هذه الانقطاعات جزئياً إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المستورد بمقدار أربعة أضعاف.

في بعض الأحيان، يقطع الجنود الكابلات التي تزود المنازل بالكهرباء، في إطار مساعيهم لتحصيل الأموال.

يقول دكتور واي فيو أونغ (36 عاماً) وهو طبيب أسنان في ماندالاي، إن الجنود جاءوا إلى الحي الذي يقطن به في نهاية ديسمبر/كانون الأول وقطعوا خطوط الكهرباء عن السكان الذين عليهم أكبر عدد من الفواتير غير المدفوعة. وقال إنه أُلقي القبض على رجل التقط صورة لجندي يقطع كابلاً.

لكنه قال إنه يرفض منح هذا النظام أي أموال، وإنه لم يدفع فاتورته منذ الانقلاب. وأضاف: "لا يهمني إن جاءوا إلى منزلي وقطعوا الكهرباء. فلن أدفع الفاتورة أبداً. ولا يهمني حتى لو قتلوني. فأنا لن أسمح باستخدام أموالي لقتل المواطنين وإطعام كلاب الحرب".

تحميل المزيد