يواجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، مزيداً من الضغوط، ودعوات جديدة في صفوف حزبه (المحافظين) بالاستقالة، بعدما كشف تقرير صحفي نُشر السبت 15 يناير/كانون الأول 2022، أن جونسون حضر حفلات أسبوعية نظَّمها موظفوه خلال الجائحة.
الغضب من جونسون تجدَّد مع نشر صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية، صورة تظهر تسليم برّاد نبيذ عند الباب الخلفي لمقر الحكومة في ديسمبر/كانون الأول 2021.
الصحيفة أفادت بأن الموظفين كانوا يملأون البراد بكميات كبيرة من زجاجات الكحول التي كانت تُنقَل في حقائب، وأضافت أن جونسون كان يأتي أحياناً إلى "جمعة النبيذ".
نقلت الصحيفة عن موظف قوله: "الفكرة القائلة إنه لم يكن مدركاً لوجود كحول مجرد كلام فارغ"، وأضافت: "إذا قال لك رئيس الحكومة تخلص من الضغط فهذا يعني أن لا مشكلة".
رداً على ذلك، قال متحدث باسم داونينغ ستريت، إن الحكومة تنتظر من تحقيق غراي أن "يؤكد الحقائق المحيطة بطبيعة التجمعات" خلال الجائحة.
من جانبهم، قال نواب محافظون يمضي كثر منهم عطلة الأسبوع في دوائرهم الانتخابية، إن سيلاً من الرسائل تصلهم من ناخبين غاضبين، إثر الأنباء عن خرق القواعد الصحية في مقر الحكومة في داونينغ ستريت.
يأتي ذلك بينما يمضي جونسون عطلة الأسبوع في الحجر الصحي، بعدما أظهر فحص أجراه أحد أفراد العائلة إصابته بالفيروس، فيما قال حزب العمال المعارض إن "جونسون يختبئ فعلياً وينبغي أن يستقيل".
الوزير السابق المنتمي لحزب المحافظين توبياس إيلوود، والنائب الحالي في البرلمان، قال إن على جونسون "القيادة أو التنحي"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
بالموازاة مع ذلك، يتركز تحقيق داخلي بقيادة المسؤولة في الخدمة المدنية سو غراي على معرفة ما إذا كان جونسون وموظفوه انتهكوا القانون، مع علمهم بتدابير الإغلاق المرتبطة بالحد من كوفيد. ويتوقع صدور تقرير بذلك الأسبوع المقبل.
كان جونسون وبعد أسابيع من الإنكار والنفي، قد اعتذر الأربعاء 12 يناير/كانون الثاني 2022 في البرلمان، عن حفلة واحدة على الأقل نظمها موظفوه وحضرها في مايو/أيار 2020 فيما كان البريطانيون يخضعون لتدابير إغلاق.
نُظم حفلان آخران في أبريل/نيسان 2021، عشية جنازة الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية، واعتذرت الحكومة في داونينغ ستريت لقصر باكينغهام، معتبرة الحفلات "مؤسفة جداً".
منصب جونسون مُهدَّد
وسط هذه الضغوط المتزايدة على جونسون، فإن الأخير بات يواجه خطر الإقالة، إذ ذكر خمسة نواب محافظين على الأقل صرحوا بأنهم وجهوا بالفعل رسائل تطلب طرح الثقة برئيس الحكومة.
لكن يحتاج طرح الثقة إلى ما مجموعه 54 رسالة على الأقل من نواب حزب المحافظين. وذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن 20 رسالة وُجِّهت حتى الآن.
عقب تقرير صحيفة "ميرور"، اعتبر النائب المحافظ أندرو بريدجن أن جونسون "فقد السلطة الأخلاقية للقيادة".
بالنسبة للوزراء في حكومة جونسون، التفَّ معظهم حوله، إلا أن تأييد البعض وبينهم وزير المال ريكي سوناك، بدا فاتراً جداً.
كذلك انتقد الوزير المكلف بمسائل التقاعد غاي أوبرمان، جونسون، وقال إن رئيس الوزراء "بحاجة لأن يغير طرقه" لافتاً إلى الكلفة التي كبَّدتها إجراءات الإغلاق لعائلته.
أوبرمان قال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن ذلك "يولِّد لديَّ شعوراً بالغضب لأنه في مايو/أيار 2020 شعرت زوجتي والطفلان بتوعك ودخلوا المستشفى. ولم أتمكن من زيارتهم لدعمهم"، وكان قد توفي توأماهما الرضيعان في يونيو/حزيران 2020.
منذ بدء تكشف فضيحة الحفلات في دوانينغ ستريت الشهر الماضي، روى العديد من البريطانيين تجاربهم المروعة عن عدم تمكنهم من وداع أحباء على فراش الموت خلال تدابير الاغلاق.
لذا سترخي الفضيحة بظلالها على الأرجح، على خطة للحكومة سُمّيت بحسب تقارير "عملية إنقاذ الكلب الكبير"، لإنقاذ قيادة جونسون بعد نشر تقرير غراي.
في هذا الصدد، قالت صحيفة "إندبندنت" إن الخطة ستشهد إزاحة كبار المساعدين في داونينغ ستريت.
كانت الحكومة البريطانية قد أشارت إلى أنها تعتزم تخفيف التدابير المرتبطة بفيروس كورونا، في نهاية يناير/كانون الثاني 2022، فيما يحرص حلفاء جونسون على الترويج لإنجازاته خلال عهده، ومنها استكمال عملية بريكست وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
غير أن حزب العمال الذي ارتفعت شعبيته في استطلاعات الرأي أكد أن جونسون "غير أهل للمنصب"، وقال زعيم الحزب كير ستارمر في خطاب أمس السبت: "ما نراه هو مشهد لرئيس وزراء غارق في المكر والخداع، غير قادر على القيادة".