وثق فيديو تداوله ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد 16 يناير/كانون الثاني 2022، لحظة استهداف منزل نائب عراقي في بغداد بقنبلة يدوية، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تأزماً سياسياً، لعدم اعتراف أحزاب موالية لإيران بنتائج الانتخابات البرلمانية، وما تبعها من انتخابات لرئيس البرلمان ونائبيه.
مقطع الفيديو يوثق لحظة استهداف منزل النائب عن تحالف "تقدم والعزم" عبد الكريم عبطان، في منطقة السيدية، جنوب غربي بغداد، حين أظهرت كاميرات المراقبة شابين يتقدم أحدهما صوب المنزل بخطى بطيئة، قبل أن يلقي بقنبلة يدوية من يديه ويفر هارباً.
من جانبه، أدان تحالف "تقدم والعزم"، الاستهداف السياسي لقياداته ومكاتبه، مطالباً بملاحقة الفاعلين وتقديمهم للعدالة.
يذكر أن قوى سياسية عراقية أعلنت رفضها لمخرجات جلسة البرلمان العراقي، المنعقدة يوم الأحد الماضي، والتي أثمرت عن انتخاب محمد الحلبوسي رئيساً للمجلس لدورة جديدة.
فيما شهد مقر حزب تقدم، الذي يتزعمه رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي في بغداد استهدافاً بعبوة ناسفة، في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، ما أدى إلى إصابة حارسين.
أزمة سياسية
وشهدت الجلسة الافتتاحية للبرلمان، في 9 يناير/كانون الثاني 2021، عراكاً بالأيدي بين النواب خلال المشاحنات التي سبَّبتها النقاشات حول تشكيل ائتلاف برلماني.
ويقف على طرفي الأزمة في العراق اليوم معسكران؛ الأول يجمع العديد من الأحزاب الشيعية، وضمنها حزب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وحزب تحالف الفتح الموالي لإيران، وهو الجبهة السياسية لجماعات الحشد الشعبي شبه العسكرية، الذي تعرّض لهزيمة ثقيلة بالانتخابات النيابية قبل الطعن في النتائج في الشارع وفي القضاء.
على الضفة الأخرى، يقف الزعيم الوطني الشيعي مقتدى الصدر، الذي فاز بـ73 مقعداً من أصل 329 في الانتخابات التشريعية، وينوي تشكيل ائتلاف مع حلفاء من الطوائف الدينية الأخرى. وتحديداً مع نواب الكتلتين السنيتين الرئيسيتين، "عزم" و"تقدُّم"، وممثلي الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق مسعود بارزاني.
ورغم الفوضى التي سادت جلسة مجلس النواب العراقي، انتصر مقتدى الصدر، الذي يتزعم أيضاً ميليشيا مسلحة، في الجولة الأولى من المعركة بينه وبين منافسيه الشيعة، فقد نجح بالفعل في إعادة انتخاب رئيس مجلس النواب المنتهية ولايته محمد الحلبوسي لمنصبه.
ويبدو أن التيار الصدري وحلفاءه مصممون على الذهاب إلى النهاية في هذه العملية، أي أن يفرضوا مرشحهم لمنصب رئيس الوزراء، وأن يشكّلوا بمفردهم "حكومة أغلبية". وسيجد اللاعبون الآخرون أنفسهم مستبعدين بحكم الأمر الواقع.