أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي مساء الجمعة، 14 يناير/كانون الثاني 2022، عن تفكيك أنشطة مجموعة قرصنة "ريفيل هاكر" الروسية، في عدة مناطق من البلاد، وذلك فيما قالت وسائل إعلام أمريكية إن هذه الخطوة أقدمت عليها موسكو بناءً على طلب من واشنطن، بعد أن تورطت العصابة خلال السنة الماضية في عمليات قرصنة ضخمة وبرامج الفدية ضد مؤسسات وشركات أمريكية.
في بيان، قال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إنه "أوقف بالتعاون مع إدارة التحقيقات بوزارة الشؤون الداخلية الروسية الأنشطة غير القانونية لأعضاء مجتمع إجرامي منظم"، حسبما نقلت شبكة CNN الأمريكية.
بيان جهاز الأمن أشار كذلك إلى أن أنشطة البحث عن هذه العصابة بدأت بناء على طلب "السلطات الأمريكية المختصة" التي قدمت معلومات عن زعيم المجموعة الإجرامية.
فيما أكد البيان أنه نتيجة للعملية لم تعد مجموعة "ريفيل" موجودة، وتم إبلاغ الجانب الأمريكي.
بحسب المصادر، فإن عمليات بحث استهدفت 14 شخصاً و25 عنواناً في خمس مناطق روسية، أبرزها العاصمة موسكو وسانت بطرسبرغ، سمحت بضبط ما يعادل 426 مليون روبل (نحو 4,8 مليون يورو) و20 سيارة فارهة.
وأوضحت المصادر أن أعضاء المجموعة "طوّروا برامج ضارة ونظموا عمليات اختلاس أموال من حسابات مصرفية لمواطنين أجانب وصرفوها".
كان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن أعربا خلال قمة عقدت في يونيو/حزيران 2021، عن رغبتهما في تعزيز تعاونهما في مكافحة الجرائم الإلكترونية، على خلفية أزمات واتهامات متكررة لموسكو في هذا الإطار.
هجمات خطيرة
وتُعد جماعة ريفيل من أكبر جماعات الجريمة الإلكترونية وأكثرها تحقيقاً للأرباح على مستوى العالم، واستهدفت الجماعة في وقتٍ مبكر من العام الجاري شركتي Quanta -أحد موردي Apple- وشركة Acer، لتطالبهما بفديةٍ قيمتها 50 مليون دولار، وفقاً لما ذكره موقع Business Insider.
كما تسببت العصابة بهجوم إلكتروني واسع على نحو 200 شركة أمريكية، باستخدام برمجيات "الفدية الخبيثة"، وذلك من خلال استهداف شركة تكنولوجيا المعلومات كاسيا في ولاية فلوريدا، قبل أن تنتشر بين الشبكات المؤسسية التي تستخدم برمجيات الشركة.
كذلك فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، اتهم في يونيو/حزيران 2021، جماعة "ريفيل" بالوقوف وراء الهجوم على أكبر مصنع لحوم في العالم، يقع في البرازيل، وتسبب الحادث في إغلاق عمليات المصنع بأستراليا، كما أوقف ذبح الماشية في العديد من الولايات الأمريكية.
وجماعة "ريفيل" هي واحدة من 40 مجموعة يتبعها خبراء الأمن السيبراني، وبحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإنه تم تحديد الجماعة أيضاً على أنها مسؤولة عن هجمات منسقة على منشآت في نحو عشرين مدينة بولاية تكساس بأمريكا.
تهدد هذه الجماعة أحياناً بنشر مستندات مسروقة على موقعها الإلكتروني "Happy Blog" إذا لم يستجِب الضحية لمطالبها.
وأوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أعلنت السلطات الأوروبية والأمريكية توقيف سبعة مقرصنين في عملية دولية استهدفت "ريفيل" ومجموعة "غاند غراب" لبرامج الفدية المعلوماتية.
وهجمات المعلوماتية للحصول على فدية، "رانسوم وير"، هي نوع يدر مزيداً من الأموال من عمليات الفدية الرقمية يقدرها الإنتربول بمليارات الدولارات، وتتزايد باستمرار.
بحسب الخزانة الأمريكية، دفعت 590 مليون دولار من الفديات في الولايات المتحدة في النصف الأول من العام 2021 مقابل 416 في 2020.