قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الثلاثاء 11 يناير/كانون الثاني 2022، إنه من المعروف عن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، تهميشه السكان المسلمين في بلاده، لكنه يهتم وبشكل ملحوظ بالهندوس المتدينين، وهو ما تبينه جهود العلاقات العامة التي يبذلها مؤخراً قبل عقد الانتخابات في فبراير/شباط 2022.
فبحسب الصحيفة، اعتاد القائمون على المعبد الهندي الشهير في مدينة فاراناسي، المعروف باسم كاشي فيشواناث وهي الدائرة الانتخابية التي ينتمي إليها مودي، أن يسيروا حفاةً، لكنهم الآن يسيرون فوق أرضيات المعبد الرخامية بحماية من البرد، بسبب الأحذية المصنوعة من الجوت، التي أرسلها إليهم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي المحب لعمل الخير.
الدعاية الانتخابية لرئيس وزراء الهند
حيث زار مودي معبد كاشي فيشواناث، الذي يخضع لعمليات تجديد في إطار مشروع يرعاه هو شخصياً، وقال المسؤولون إنه صُدم لدى معرفته بأن الكهنة وعمال النظافة والحراس والموظفين جميعهم حفاة.
وتفسر ظاهرة عدم ارتداء الكهنة والعاملين الأحذية بأن قواعد المعبد تحظر ارتداء الأحذية الجلدية، لأنَّ ذبح الأبقار من المحرمات في الديانة الهندوسية. ولا يسمح كذلك بالأحذية البلاستيكية أو المطاطية، لأنها مصنوعة من مواد غير تقليدية.
لكن ومع انخفاض درجة الحرارة في المدينة المقدسة الواقعة شمال البلاد حتى تصل إلى 10 درجات مئوية في الشتاء، وارتفاعها في الصيف حتى تصل إلى 40 درجة مئوية، مما يزيد سخونة الأرضيات الرخامية لدرجة أنها تسبب حروقاً عند ملامستها، هذه التغيرات الكبيرة في الجو دفعت رئيس الوزراء إلى التدخل.
فبعد عودته إلى العاصمة الهندية، أمر مودي بإرسال 100 زوج من الأحذية الملونة المصنوعة من نبات الجوت، وأرسلها إلى العاملين في المعبد.
معبد هندي في دائرة رئيس الوزراء الانتخابية
في حين يقع المعبد بقلب مدينة فاراناسي، وهو مكرس للإله شيفا، أحد الآلهة العظام في الديانة الهندوسية. وقد سطرت عناوين الأنباء الرئيسية هذا الخبر مؤخراً؛ نظراً إلى أن تجديد المعبد يعد المشروع المحبب إلى مودي، الذي صممه لإظهار الثقافة الهندوسية القديمة.
يظهر هذا المشروع في حملة مودي لانتخابات ولاية أتر برديش في فبراير/شباط 2022، حيث يتطلع حزبه إلى الحصول على ولاية ثانية. ويشكل تمجيد الإرث الهندوسي للهند، جنباً إلى جنب مع انتقاد الإرث الإسلامي، ركيزة أساسية في الحملة. ففي زيارة له في ديسمبر/كانون الأول 2021 إلى فاراناسي، وصف مودي الحكام المسلمين بـ"الطغاة"، وقال إنهم حاولوا تدمير فاراناسي لكنهم فشلوا.
تسليم الأحذية للكهنة
في المقابل وعندما سُلمت الأحذية في مراسم احتفالية يوم الأحد 9 يناير/كانون الثاني 2022، قال ديباك أغراوال، مفوض فاراناسي، إن العمال -لاسيما عمال النظافة- كانوا سعداء للغاية لـ"اكتراث مودي"، وكانوا "ممتنين للغاية".
كذلك فقد أضاف أغراوال أنه حتى وقت قريب، كانت المنطقة التي تُحرّم فيها الأحذية، وهي المنطقة الأقدس، تصل مساحتها إلى نحو 3000 قدم مربعة، ولم يكن فيها إلا قليل من الموظفين.
ديباك أغراوال، مفوض فاراناسي، كذلك قال: "الآن مع التجديدات، صارت المنطقة أكبر عشر مرات ويوجد كثير من العمال. صادفت زيارة مودي وفكر في أحذية الجوت لتكون حلاً".