كشف موقع Middle East Eye البريطاني، الثلاثاء 11 يناير/كانون الثاني 2022، أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يعتزم زيارة سوريا لأول مرة منذ اندلاع الثورة السورية في ربيع عام 2011 والحرب التي أعقبتها.
جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، كشف خلال مؤتمر إعلامي عقده في دمشق يوم الاثنين 10 يناير/كانون الثاني، أن عباس يعتزم زيارة سوريا "قريباً" ولقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، وقال الرجوب إن "زيارة [عباس] والوفد المرافق له إلى دمشق ستكون بدايةً لصياغة الوضع الفلسطيني في ظل التصعيد الإسرائيلي الذي يرمي إلى تهويد فلسطين وإطلاق حملة استيطانية غير مسبوقة في الأراضي الفلسطينية كافة".
كما أشار الرجوب بذلك إلى الهجمات الأخيرة التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون على القرى الفلسطينية شمال الضفة الغربية المحتلة، والمستمرة منذ أواخر عام 2021، وقال الرجوب إن مبعوث حركة فتح سلَّم الأحد 9 يناير/كانون الثاني رسالةً من عباس إلى الأسد، وصرَّح بأن سوريا يجب أن تعود إلى الجامعة العربية لأن وجود سوريا خارجها "عارٌ على العرب".
ويأتي ذلك بعد أن زار الرجوب دمشق الأسبوع الماضي للاحتفال بالذكرى السابعة والخمسين لتأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" التي يهيمن نفوذها على السلطة الفلسطينية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق.
وإذا مضت الأمور إلى انعقاد زيارة عباس بالفعل، فإنها ستكون أول زيارة له إلى دمشق منذ عام 2009 والانتفاضة الشعبية ضد نظام الأسد في سوريا التي بدأت بعد ذلك بعامين.
علاقات السلطة الفلسطينية مع الأسد
أما عن علاقة السلطة الفلسطينية بالأسد فقد حافظت السلطة على علاقاتها مع النظام السوري بعد السنوات التي أعقبت اندلاع الثورة، حتى بعد أن قطعت دولٌ عربية عديدة علاقاتها مع النظام وخروج سوريا من جامعة الدول العربية في نوفمبر/تشرين الثاني 2011.
وقد التقى عباس كبارَ المسؤولين من النظام السوري مرات عديدة في أروقة الأمم المتحدة في نيويورك خلال الاجتماعات السنوية للجمعية العامة ومناسبات أخرى.
وفي عام 2019، كان عباس أول زعيم عربي يدعو إلى عودة سوريا لحضور القمة العربية، التي من المقرر أن تستضيفها الجزائر في مارس/آذار المقبل. وقال عباس حينها: "كنا ولا نزال مع وحدة الأراضي السورية وسلامتها وإنهاء الصراع بالحوار".
يُذكر أن أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني يعيشون في سوريا عانوا تحت وطأة الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد وأدت إلى فرار كثيرين منهم من البلاد.
ومن جهة أخرى، عيَّنت البحرين الأسبوع الماضي سفيراً لها في دمشق، بعد أن سبقتها سلطنة عمان في 2020، والإمارات التي أعادت فتح سفارتها في سوريا في عام 2018 ودعت إلى تفعيل عضوية سوريا في جامعة الدول العربية.
تحركات في واشنطن
يأتي هذا في وقت دعا فيه مجموعة من المشرعين في مجلس الشيوخ والنواب الأمريكيين الرئيس جو بايدن، الثلاثاء، لرفض إعادة إدماج النظام السوري بقيادة بشار الأسد في المجتمع الدولي، كما عبروا عن قلقهم من زيارات مسؤولين عرب إلى دمشق.
فقد أرسل رؤساء لجنتي العلاقات الخارجية بمجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين، وأعضاء بارزون في اللجنتين رسالة إلى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الثلاثاء، يطالبون فيها باستعادة "القيادة الأمريكية" بشأن الأزمة في سوريا.
طلب المرسلون من بايدن "رفض إعادة دمج النظام السوري بقيادة الأسد في المجتمع الدولي" من دون إصلاحات واضحة للشعب السوري.
كما قال المشرعون في الرسالة إنهم "قلقون من أن عدداً من شركائنا العرب يواصلون زيادة علاقاتهم الرسمية وغير الرسمية مع نظام الأسد، بما في ذلك إنشاء مواقع دبلوماسية ومبادرات دبلوماسية علنية".
فيما طالب المشرعون الإدارة بـ"النظر في العواقب المترتبة على أي دولة تسعى إلى إعادة تأهيل نظام الأسد، والتأكد من أن جميع الدول تدرك أن التطبيع، أو عودة الأسد إلى جامعة الدول العربية أمر غير مقبول".