ارتفعت إيرادات شباك التذاكر السينمائي في السعودية بنسبة 95% في عام 2021 مقارنة بالعام الذي سبقه، محققة إيرادات بلغ إجماليها نحو 238 مليون دولار أمريكي العام الماضي، مقارنة مع إجمالي إيرادات لم يتجاوز 122 مليون دولار عام 2020، وفق ما ذكرته مجلة "Variety" الأمريكية الثلاثاء 11 يناير/كانون الثاني 2022.
كانت المملكة قد أعادت فتح دور السينما في نيسان/أبريل 2018 بعد عقود من الإغلاق، في إطار سلسلة من الإصلاحات بدأت مع تسلّم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منصبه في 2017، كما افتتحت المملكة شهر ديسمبر/كانون الأول "أضخم" مهرجان سينمائي في تاريخها.
فيلم مصري يتصدر الإيرادات
بعد أربع سنوات فقط من رفع الحظر عن السينما في المملكة، والذي دام 35 عاماً، عززت السعودية مكانتها كأفضل سوق لشباك تذاكر السينما من حيث إجمالي المبيعات في منطقة غرب آسيا، وذلك بعد تفوقها على الإمارات.
بلغ إجمالي إيرادات شباك تذاكر السينما في الإمارات 130 مليون دولار لعام 2021. وطرح في دور السينما السعودية 340 فيلماً جديداً خلال عام 2021 بعد أن بلغ هذا المعدل 22 فيلماً في 2020.
إذ حصد الفيلم المصري "وقفة رجالة" أكثر من 15 مليون دولار في السينما السعودية، ما يجعله أكثر الأفلام مبيعاً داخل المملكة خلال عام 2021، بينما جاء الفيلم الهوليودي "Stand Worthy of Men" ثانياً بواقع 11.2 مليون دولار.
بينما احتل الفيلم "Cruella" المرتبة الثالثة في شباك تذاكر السينما في المملكة بعد أن جمع 9.1 مليون دولار، تلاه فيلم "Wrath of Man" للمخرج جاي ريتشي والذي جاء رابعاً بعد أن حقق 8.3 مليون دولار.
في المرتبة الخامسة حقق فيلم "مش أنا" للكوميديان المصري تامر حسني مبيعات بقيمة 8.2 مليون دولار.
تشير المجلة الأمريكية إلى أن الارتفاع الكبير في إجمالي إيرادات السينما السعودية خلال عام 2021 جاء بفضل افتتاح مزيد من دور السينما في مختلف أنحاء المملكة، حيث ارتفعت دور السينما من 33 في بداية عام 2021 إلى 53 بحلول ديسمبر من العام ذاته.
تطوير صناعة الأفلام في السعودية
وفق وكالة الأنباء الفرنسية يوجد في المملكة أكثر من 39 صالة سينما بعدد شاشات تجاوز 385 تشغلها خمس شركات. ورغم الإنتاج السعودي الكبير، تحظى الأفلام المصرية والأجنبية بإقبال كبير في دور العرض.
إذ أطلقت هيئة الأفلام في المملكة استراتيجية الأسبوع الماضي لتطوير صناعة الأفلام السعودية تتضمن 19 مبادرة تهدف إلى خلق حراك كبير في قطاع الأفلام بالمملكة، وتوفير بنية تحتية للإنتاج السينمائي وتمكين المواهب والقدرات السعودية.
يعتبر الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن، وهو مسؤول إعلامي في مهرجان القاهرة السينمائي الأهم على صعيد الشرق الأوسط، أنه "من المهم أن تنافس السينما السعودية محلياً داخل السعودية"، مشيراً إلى أن "معظم الفعاليات الفنية في مهرجان الرياض مستوردة من دول أخرى".
كما يلفت الخبراء إلى أن صناعة السينما في المملكة تعاني من نقص في الكوادر المحترفة وفرص التدريب وغياب الاستثمار المحلي والأجنبي، وهو ما تحاول مبادرة هيئة الأفلام معالجته.