قال مسؤول إسرائيلي، الثلاثاء 11 يناير/كانون الثاني 2022، إن بلاده تنظر بإيجابية إلى "التقارب الأخير بين النظام السوري ودول الخليج، في ظل محاولة بشار الأسد إنعاش اقتصاد بلاده التي واجهت حرباً أهلية خلال العقد الماضي"، لافتاً إلى أنهم يأملون في أن "يؤدي ذلك إلى إبعاد إيران عن سوريا".
جاء ذلك بحسب ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مسؤول وصفته بـ"الرفيع"، دون تسميته.
حيث أضاف المسؤول أن "مثل هذا التقارب مع الدول الخليجية السنية قد يؤدي إلى إبعاد إيران وعناصر المحور الشيعي الأخرى من سوريا".
كما اعتبر المسؤول الإسرائيلي أن التحدي الأكبر لنظام الأسد على الساحة الداخلية هو التحدي الاقتصادي، في ظل أزمات متلاحقة وصعوبة حقيقية في المضي قدماً.
في حين تابع: "يتجسَّد أحد الحلول التي يمكن أن تساعده (الأسد) في الاستثمارات الأجنبية، التي يمكن أن تأتي من دول الخليج التي أشارت في الأشهر الأخيرة للأسد بأنها مستعدة للتحدث".
تقليص الوجود الإيراني
المسؤول ذاته استطرد قائلاً: "خلال العام الجديد هناك فرصة لتقليص الوجود الإيراني في سوريا"، دون مزيد من التوضيح.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل منذ سنوات غارات جوية في سوريا ضد ما تصفه بـ "التموضع الإيراني" في البلاد.
يشار إلى أنه في الأشهر الأخيرة، وتحديداً منذ يوليو/تموز الماضي، تسارعت خطوات التطبيع العربي مع النظام السوري، لا سيما من قبل الأردن والإمارات ومصر، متمثلة في لقاءات متبادلة، واتفاقات وتفاهمات اقتصادية.
قطار التطبيع العربي
هذه التطورات اعتبرها مراقبون بداية انطلاق لقطار التطبيع العربي مع نظام الأسد، بعد 12 عاماً من تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية.
ففي 27 ديسمبر/كانون الأول 2018، أعادت السفارة الإماراتية فتح سفارتها في دمشق، بعد إغلاق 7 سنوات، بتمثيل قائم بالأعمال.
كذلك أعرب وزير الخارجية الإماراتي، في مارس/آذار الماضي، عن تمسكه بـ"عودة سوريا لمحيطها العربي" في مؤتمر صحفي بموسكو مع نظيره سيرغي لافروف، وفي 27 من الشهر ذاته، بحث ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد مع بشار الأسد دعم الأخير في أزمة "كورونا".
أيضاً قررت منظمة البلدان العربية المصدرة للتبرول "أوابك"، بالإجماع، أن تستضيف سوريا المؤتمر العربي للطاقة في العام 2024، ما يعطي زخماً للتطبيع العربي مع نظام الأسد.
بينما لا يزال تطور التطبيع العربي مع النظام السوري، وفق مراقبين، أمامه اختبار صعب في مارس/آذار 2022، مع عقد القمة العربية المقررة بالجزائر، وسط "خلاف عربي" معلن بشأن رفع تعليق العضوية الذي تمَّ في 2011 رداً على جرائم بشار الأسد ضد الشعب السوري.
كانت الولايات المتحدة قد حذرت مراراً من التطبيع مع نظام الأسد، وانتقدت واشنطن على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، اجتماع وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد والأسد، وحث دول المنطقة على التفكير ملياً في "الفظائع" التي ارتكبها الأسد.