اتهمت "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، التي تسيطر على معظم إقليم تيغراي بشمال إثيوبيا، الأحد 9 يناير/كانون الثاني 2022، إريتريا بمهاجمة قواتها، فيما علّقت منظمات إغاثية أعمالها في الإقليم الذي لا يزال يشهد توتراً وأزمة إنسانية متفاقمة.
إذ قال المتحدث باسم الجبهة، جيتاشيو رضا، على تويتر: "شن الجيش الإريتري هجمات جديدة على قواتنا أمس في سيجيم كوفولو.. في شمال غرب تيغراي بالقرب من بلدة شيرارو".
من جهتها، قاتل وكالة رويترز إنها لم تتمكن من التحقق من وقوع الهجوم، نظراً لتعطل شبكة الاتصالات في المنطقة.
بينما لم يرد وزير الإعلام الإريتري، يماني قبر مسقل، حتى الآن على طلبات للتعليق.
كما لم يرد بعد المتحدث العسكري الإريتري، الكولونيل جيتنت أداني، ولا المتحدث باسم الحكومة ليجيسي تولو على طلبات للتعليق. ولم ترد أيضاً بيلين سيوم المتحدثة باسم رئيس الوزراء آبي أحمد على طلب للتعليق.
كان الرئيس الإريتري، إسياس أفورقي، قد صرّح للتلفزيون الإريتري، السبت، بأن قواته ستسعى جاهدة لمنع قوات تيغراي من مهاجمة بلاده أو تهديد استقرار إثيوبيا.
"تهديدات مستمرة"
في سياق متصل، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأحد، إن منظمات الإغاثة علقت أعمالها في منطقة بشمال غرب إقليم تيغراي بسبب "التهديدات المستمرة" من ضربات الطائرات المسيرة.
هذه الخطوة جاءت على خلفة قتل 56 مدنياً في ضربة جوية نهاية الأسبوع الماضي.
يشار إلى أن الحكومة الإثيوبية أعلنت، الجمعة، إطلاق سراح عدد من المعتقلين السياسيين، بمن فيهم أعضاء في جبهة تحرير تيغراي المتمردة، في محاولة لتعزيز الحوار الوطني في البلاد.
كذلك أشارت الحكومة الإثيوبية، إلى أنها ستفتح حواراً مع شخصيات من المعارضة السياسية، مؤكدةً أن "الحوار هو مفتاح السلام الدائم.. والرحمة من الواجبات الأخلاقية للمنتصر"؛ وذلك في محاولة لإنهاء الأزمة الداخلية.
كان رئيس الوزراء آبي أحمد، الذي تقاتل قوات موالية له متمردي "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" في الشمال منذ أواخر عام 2020، قد تحدث عن الحاجة إلى إجراء مصالحة وطنية في الأسابيع الأخيرة.
لكن "جبهة تيغراي" عبّرت عن تشككها في دعوة آبي أحمد إلى المصالحة الوطنية.
حيث قال المتحدث باسم الجبهة، جيتاشيو رضا، على تويتر: "سلوكه اليومي من حرمان الأطفال العاجزين من العلاج وإرسال الطائرات المسيرة لاستهداف المدنيين يكذب مزاعمه".
فيما تتهم الجبهة السلطات الاتحادية بفرض حصار على الإقليم يحول دون وصول المساعدات الإنسانية، مما تسبب في تفشي الجوع ونقص السلع الأساسية مثل الوقود والأدوية. وتنفي الحكومة منع قوافل المساعدات من المرور.
الوضع ما زال "متفجراً"
في هذا الإطار، حذّر المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، الخميس، من أن الوضع في شمال إثيوبيا ما زال "متفجراً"، ولا يمكن التنبؤ بتداعياته، قائلاً إن الوضع الإنساني هناك مستمر في التدهور.
دوغاريك أضاف، في مؤتمر صحفي عقده بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك: "لم تتمكن أي شاحنات تحمل إمدادات إنسانية، من دخول تيغراي منذ 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي"، لافتاً إلى أنه "منذ 12 يوليو/تموز الماضي، دخلت 1338 شاحنة فقط إلى تيغراي، وهو ما يمثل أقل من 12% من الشاحنات التي نحتاج إلى مرورها".
جدير بالذكر أن حرباً أهلية في إثيوبيا اندلعت في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، القوات الفيدرالية إلى تيغراي؛ للسيطرة على السلطات المحلية المنبثقة عن "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" بعد اتهامها بمهاجمة ثكنات للجيش الإثيوبي.
آنذاك برر آبي أحمد، الخطوة بأن قوات الجبهة هاجمت معسكرات للجيش الفيدرالي، وتعهد بتحقيق نصر سريع.