أثارت مشاهد الاعتداء بالضرب على نجل الأسير زكريا الزبيدي، أحد القادة العسكريين في حركة فتح، أثناء اعتقاله مساء الجمعة 7 يناير/كانون الثاني 2022، موجة استنكار كبيرة لدى جمعيات حقوقية وفصائل فلسطينية أدانت الحادثة، وطالبت بمحاسبة الفاعلين.
قوات الأمن التابعة للسطلة الفلسطينية اعتدت بالضرب المبرح على نجل القيادي الأسير زكريا الزبيدي، أثناء اعتقاله في جنين شمالي الضفة الغربية، وفق وسائل إعلام محلية.
يشار إلى أن الأسير زكريا الزبيدي نجح و5 من رفاقه في الفرار من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة، في سبتمبر/أيلول 2021، قبل إعادة اعتقالهم.
ناشطون نشروا مقاطع مصورة قالوا إنها لاعتداء قوات الأمن الفلسطينية بالضرب الشديد باليدين والهراوات على محمد الزبيدي أثناء اقتياده إلى إحدى مركبات الشرطة.
مصادر إعلامية أكدت أن محمد تعرَّض للضرب رغم تقييده، وبعد إخباره لهم بهويته كما قال شهود عيان إن أفراد الأجهزة الأمنية قالوا لمحمد: "بدك تغلبنا أنت وأبوك".
وسادت مدينة جنين حالة من التوتر بعد تجمّع أعداد من المواطنين بعد الحادثة، بينما سُمع إطلاق نار صوب مقر المقاطعة في المدينة احتجاجاً على اعتقال محمد الزبيدي.
وسائل إعلام فلسطينية أفادت بأن أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله أفرجت صباح السبت عن محمد الزبيدي ورفيقيه، بعد اتصالات مكثفة جرت في الساعات الأخيرة لتهدئة الأوضاع الميدانية في مخيم جنين.
إدانات فلسطينية
من ناحيتها، أصدرت منظمة (محامون من أجل العدالة) بياناً أدانت فيه اعتقال السلطة لنجل الزبيدي، وطالبت بضرورة إحالة أفراد الأمن الضالعين في الاعتداء إلى القضاء لمحاكمتهم.
كما استنكرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" الاعتداء على الزبيدي، قالت إنه "يدلل على رغبة وإصرار الأجهزة الأمنية على استخدام القوة المفرطة وغير المبررة ضد المواطنين".
من جانبها، أدانت حركة حماس في بيان اعتداء أجهزة أمن السلطة على الشاب "محمد زكريا الزبيدي"، ابن مخيم جنين، ونجل الأسير المناضل زكريا الزبيدي.
وأشارت إلى أن "تعمّد تكرار اعتداءات أجهزة أمن السلطة على المناضلين والرموز الوطنية، ومواكب الأسرى المحررين، وأبناء الأسرى، عمل لا مسؤول وتجاوز خطير".
محمد (18 عاماً) هو النجل الأكبر للأسير زكريا الزبيدي، الذي عاد اسمه إلى الظهور بشكل كبير خلال الفترة الماضية، في أعقاب عملية "الهروب الكبير" من سجن جلبوع، التي أُطلق عليها اسم "نفق الحرية"، وهي الواقعة التي أحرجت إسرائيل وفضحت منظومتها الأمنية، وأعادت قضية الأسرى إلى الواجهة.
والأسير زكريا الزبيدي أحد قادة كتائب شهداء الأقصى، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، وشغل منصب مدير هيئة الأسرى سابقاً. ويتهمه الاحتلال بالمسؤولية عن عمليات عدة استهدفت مستوطنين إسرائيليين، كما نجا 4 مرات من محاولات اغتيال على يد قوات الاحتلال قبل اعتقاله.