قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته يوم الجمعة 7 يناير/كانون الثاني 2022، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزَّز تقدُّمه باعتباره المرشح الأوفر حظاً لإعادة انتخابه، وذلك وفقاً لاستطلاع رأي أجرته المؤسسة الفرنسية للرأي العام.
كان ماكرون قد شرع في هجوم على منافسته الرئيسية فاليري بيكريس، لإخراجها من الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في أبريل/نيسان 2022.
تفوق ماكرون على منافسته فاليري بيكريس
استطلاع الرأي الذي أجرته المؤسسة الفرنسية للرأي العام كشف أن ماكرون قد وسَّع منذ شهر ديسمبر/كانون الأول 2021 من فارق الشعبية مع فاليري بيكريس مرشحة حزب "الجمهوريين" المحافظ، ومارين لوبان، زعيمة اليمين المتشدد، وحافظ على تقدُّمه القوي على إريك زمور، المجادل المعادي للإسلام، في استطلاعات الرأي المتعلِّقة بالجولة الأولى.
كذلك فقد كشف استطلاع الرأي أن من شأن ماكرون الفوز بنسبة 25% من الأصوات، في حين تتعادل لوبان وبيكريس بنسبة 16%، ويحصل زمور على 13%.
جولة الإعادة في الانتخابات الفرنسية
أما في جولة الإعادة الافتراضية، وفقاً لاستطلاع الرأي، فمن شأن ماكرون أن يسحق زمور بنسبة 63% من الأصوات، وأن يهزم لوبان بنسبة 59% مقابل 41%، وبيكريس بنسبة 55% مقابل 45% من الأصوات.
جدير بالذكر أن الاستطلاع أُجري مباشرةً قبل أن يقوم ماكرون الثلاثاء 4 يناير/كانون الثاني 2022 ، بهجوم كبير على رافضي تلقّي اللقاح ضد فيروس كورونا، قائلاً إنَّه يهدف إلى "مضايقتهم" بقوة من خلال القيود، ورفضهم باعتبارهم "ليسوا مواطنين".
حيث أثار استهدافه لقطاع معين من المجتمع الغضب وأزعج الكثيرين من مؤيديه ويُقال إنَّ الرئيس البالغ من العمر 44 عاماً يقامر باستطاعته إبقاء بيكريس، أخطر خصومه، خارج جولة الإعادة من خلال إبقاء التركيز على الجائحة وافتعال معركة مع ثنائي اليمين المتطرف، اللذين يعارضان جهوده لفرض التطعيم من خلال بطاقات اللقاح.
اتهامات لماكرون باستغلال كورونا
من جانبه، اتهم زمور ماكرون يوم الخميس 6 يناير/كانون الثاني 2022، بـ"استخدام كوفيد 19 باستخفاف لجعله موضوع الحملة حتى لا يكون هنالك حديث عن سجله وعن الهُوية الفرنسية".
في حين ردَّت بيكريس، التي ينقسم حزبها حول مزايا بطاقات اللقاح، على جبهة النظام والقانون من خلال تعهُّد بـ"تنظيف" المناطق الحضرية التي يغلب عليها المهاجرون، والتي تقول إنَّ البلطجية الخارجين عن القانون سيطروا عليها.
حيث قالت: "لم يتم ذلك منذ عقد من الزمن"، في إشارة إلى نهاية آخر ولاية رئاسية للمحافظين في عهد نيكولا ساركوزي، رئيسها السابق الذي يشتهر بأنَّه أطلق نفس تعهُّد "التنظيف" خلال حملته الانتخابية عام 2007.
الترشح لإعادة الانتخابات
في سياق موازٍ، أكَّد ماكرون أنَّه يهدف إلى الترشح لإعادة انتخابه، لكنَّه يشعر بواجب تجاه إدارة الجائحة التي تشهد طفرة جديدة قبل إعلان ترشحه الرسمي. وقال محللون إنَّ هجومه على رافضي اللقاح يُظهِر أنَّه اختار حملة تقسيم وليس التوافق الذي دعا إليه قبل شهر واحد فقط خلال ظهور تلفزيوني مطول له.
حيث قالت صحيفة Le Monde: "تحدث رئيس الدولة في دائرته المقربة عن الحاجة للتقسيم، لهدفين: إظهار عدم تماسك الجمهوريين، وإعداد مواجهة مع اليمين المتطرف، الذي يدافع عن مناهضي اللقاح. الهدف هو إضعاف مواقف فاليري بيكريس من ناحية، ومارين لوبان وإريك زمور من الناحية الأخرى".
من جانبه، قال جان كاستكس، رئيس الوزراء، إنَّ الرئيس فقط يتحدث بصوتٍ عالٍ عما يظنّه معظم الناس بشأن أنانية 10% من البالغين الذين يتجنَّبون الحصول على اللقاح. ووجد استطلاع رأي أجرته قناة BFMTV الفرنسية أنَّ 53% من الفرنسيين "صُدِموا" من لغة ماكرون، في حين لم يشعر 47% بصدمة. وحظي تخصيصه بالذكر لغير المُلقَّحين باعتبارهم أشخاصاً غير مسؤولين بقبول 52%، في حين مثَّل صدمة لـ48%.
الوقوع في فخ ماكرون
في الوقت نفسه قال فريق حملة بيكريس إنَّها ترفض الوقوع في ما وصفه بأنَّه فخ نصبه ماكرون. فصرَّح غيلوم لاريف، عضو البرلمان الفرنسي عن الجمهوريين، بالقول: "سنرد على تصريحاته السافرة بهدوء وجدية ومع احترامنا للفرنسيين".
كذلك فقد قالت صحيفة Libération، التي تدعم مرشحي اليسار الذين يعانون، إنَّ الرئيس المنتمي للوسط "حدد معالم حملة إعادة انتخابه" بملف ترشح يتبنى أسلوباً مشابهاً لترامب بهدف التشويش.
في حين قالت صحيفة Le Figaro المحافظة، التي تدعم بيكريس، إنَّ ماكرون أقدم على مخاطرة من خلال وصم الفئات المُصوِّتة لليمين المتطرف بأنَّها "مدعاة للأسف"، مثلما فعلت هيلاري كلينتون وكلَّفها ثمناً باهظاً في حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016. وأضافت الصحيفة "أنَّه يرغب بالاستفادة من تقسيمة (هم ونحن) غير الصحية التي تُنسَب للشعبوية".