أعلنت قرغيزستان، الجمعة 7 يناير/كانون الثاني 2022، إرسال جنود ومركبات عسكرية إلى كازاخستان التي تشهد اضطرابات داخلية واحتجاجات، في إطار "قوة حفظ السلام" التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وذلك بعد ساعات قليلة من خطوة مماثلة اتخذتها روسيا.
ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي تأسست في مايو/أيار 1992، وتضم روسيا وأرمينيا وروسيا البيضاء وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان.
تفاصيل الدعم العسكري القرغيزي
وزارة الدفاع القرغيزية قالت في بيان، الجمعة، إنها أرسلت 150 جندياً و8 مركبات مدرعة و11 مركبة محمَّلة بمعدات من القاعدة الجوية العسكرية الروسية المتحدة في مدينة قند إلى كازاخستان.
كما أشار البيان إلى أن مهمة الجنود هي حماية المرافق ذات الأهمية الخاصة والاستراتيجية للدولة المجاورة.
في وقت سابق من الجمعة، صدَّقت الجمعية العامة للبرلمان القرغيزي على مذكرة تتيح إرسال قوات إلى كازاخستان التي تشهد أوضاعاً متوترة منذ أيام.
كما أعلن المكتب الإعلامي للرئاسة القرغيزية في بيان، أن الرئيس صدر جباروف وقَّع مرسوماً يسمح بإرسال الجنود إلى كازاخستان؛ للمشاركة في "قوة حفظ السلام" التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي.
تدخُّل روسيا في كازاخستان
فقد انتشرت قوات روسية بكازاخستان، في خطوة جاءت استجابة لنداء من رئيسها؛ للمساعدة في تحقيق الاستقرار بعد موجة من الاحتجاجات التي تفجَّرت وتحوَّلت إلى أعمال عنف وتخريب بعد ارتفاع أسعار الوقود.
الأمانة العامة للتحالف الأمني، الذي تقوده روسيا، قالت إن المهمة الرئيسية لقوات حفظ السلام هي حماية المنشآت الحكومية والعسكرية المهمة ومساعدة قوات حفظ القانون والنظام في البلاد.
فيما دعت واشنطن من جانبها، عبر وزارة خارجيتها، جميع الأطراف في كازاخستان إلى ضبط النفس والتحلّي بالهدوء.
وكان رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان قد قال إنَّ تحالفاً أمنياً تقوده روسيا، سيرسل قوات لحفظ السلام إلى كازاخستان.
الشارع ينتفض
يأتي هذا بعد أن اندلعت احتجاجات في البلاد كانت في بادئ الأمر، بسبب غضب من زيادة أسعار الوقود، واتسع نطاقها سريعاً لتشمل معارضة للرئيس السابق نور سلطان نزارباييف الذي لايزال يحتفظ بسلطات واسعة في الجمهورية السوفييتية السابقة رغم استقالته عام 2019 بعدما حكم البلاد ما يقرب من ثلاثة عقود.
فيما يُنظر إلى نزارباييف، البالغ من العمر 81 عاماً، على نطاق واسع باعتباره القوة السياسية الرئيسية في العاصمة نور سلطان، التي سميت تيمناً به، ويُعتقد أن عائلته تسيطر على جزء كبير من اقتصاد البلاد، الأكبر حجماً في آسيا الوسطى.
بينما لم يظهر نزارباييف علناً أو يدلِ بتصريحات منذ بدء الاحتجاجات.
كما ساعدت صورة كازاخستان كبلد مستقر سياسياً في عهد نزارباييف في جذب استثمارات أجنبية بمئات المليارات من الدولارات في قطاعي النفط والمعادن.
في محاولة على ما يبدو لتهدئة الغضب العام، أقال الرئيس قاسم جومارت توكاييف سلفه نزارباييف من منصب رئيس مجلس الأمن القومي، الأربعاء، واضطلع بمسؤولياته. كما عيَّن رئيساً جديداً للجنة أمن الدولة، وأقال أحد أقارب نزارباييف من ثاني أعلى منصب في اللجنة.
كما تقدمت حكومة توكاييف باستقالتها.
لكن مصدراً مطلعاً قال لـ"رويترز" إن الاحتجاجات استمرت وسيطر المتظاهرون على مطار في ألماتي كبرى مدن كازاخستان. وألغيت الرحلات الجوية من المدينة وإليها.
ونقلت وكالة إنترفاكس في وقت لاحق، عن مسؤول، قوله إن المطار أُخلي من المحتجين. ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من الأمر.
في وقت سابق، استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق المتظاهرين في ألماتي، لكنها انسحبت بعد ذلك على ما يبدو.