كشفت وزارة الداخلية السورية تفاصيل مروعة لجريمة قتل الشابة آيات الرفاعي، الخميس 6 يناير/كانون الثاني 2022، على يد زوجها ووالده، خاصةً بعد إقرار الجناة بما قاموا به.
وزارة الداخلية نشرت اعترافات الجناة الذين أقروا بحجم العنف الكبير الذي قاموا به تجاه الزوجة ليلة مفارقتها للحياة في 31 ديسمبر/كانون الأول 2021.
اقرأ أيضاً
تفاصيل جريمة مقتل آيات الرفاعي
ظهر زوج آيات، ووالده، ووالدته مكبلي الأيدي، وهم يدلون باعترافاتهم بالتسبب في مقتلها، نتيجة تعرضها للضرب 3 مراتٍ ليلة وفاتها، اثنتين منهما على يد والد الزوج، إحداهما بعصاة خشبية تغطي رأسها المسامير، قبل أن يكمل الزوج على ضحيته بضرب رأسها بالحائط بقوة 4 أو 5 مرات حتى سقطت مغشياً عليها، وتركها وغادر غرفته، بحسب اعترافه وفق تقرير لـ"سي إن إن" الأمريكية.
والد ووالدة المتهم بقتل زوجته قالا في اعترافاتهما، إن "الحيط صار يرج"؛ وهما يصفان قوة الضربات التي تعرضت لها آيات، ورغم ذلك لم يبادرا للتدخل أو تفقّد حالتها، بل أكملا حياتهما بصورةٍ طبيعية، إلى أن اكتشف حفيدهما بعد ساعةٍ أنها "فاقدة للوعي" حينما أراد إحضار المكواة من غرفتها بطلبٍ منهما.
المتهم بقتلها اختصر علاقته بزوجته السابقة، وضحيته، قائلاً: "اتزوجت آيات من 3 سنين، وما كانت تعجبني، ولا تعجب أهلي…". وأقر والده بتعريض ضحيتهم المستمر للتعنيف وإساءة المعاملة: "تصرفات البنت ما عجبتنا، وصرنا نضربها عالطالعة والنازلة، ونمنعها من الطلعة من البيت أنا، وابني، ومرة عمها…".
اقرأ أيضاً
الداخلية تستقبل أسرة آيات الرفاعي
كان وزير الداخلية السوري اللواء محمد رحمون، قد استقبل عائلة آيات الرفاعي، واستمع لمطالبهم بشأن حادثة مقتلها، وأخبرهم بإحالة الموضوع لفرع الأمن الجنائي؛ للتوسع بالتحقيق ومتابعة كل المتدخلين، وأكد أن "هذه القضية تخص المجتمع، ولا يمكن السماح بالتدخل أو حرف مجريات التحقيق"، وبناءً عليه تم اعتقال شقيق المتهم بعدما قام بتهديد ذوي الضحية.
المفاجئ في القضية أن سبب قتل الزوجة آيات الرفاعي كان مذهلاً، حيث سألها والد زوجها عن إبريق ماء ساخن، ومفك براغي نفت علمها بمكانه، وذلك بحسب ما أقره في فيديو الاعترافات الذي نشرته وزارة الداخلية السورية.
جدير بالذكر إن القضية هزت الرأي العام السوري، بعد انتشار خبر مقتلها على يد عائلة زوجها مطلع العام الجديد، ونشرت وزارة الداخلية في سوريا بياناً قبل أيام، تحدثت فيه عن خلاصة التحقيق الأولي بمقتلها.
من جانبه أكد أديب المهايني، المحامي العام الأول بدمشق، في تصريحاتٍ إعلامية، أن "التحقيقات لاتزال مستمرة في قضية المغدورة آيات الرفاعي… وعندما تؤكد التحقيقات أن سبب الوفاة هو التعنيف، فإن عقوبة القتلة ستتراوح بين الإعدام والسجن المؤبد، وفاعل الجريمة والمساعد فيها والمتستر عليها سوف ينالون عقابهم العادل"،على حد وصفه.
كانت صحيفة النهار اللبنانية قالت إنّ الزوج اتهم في بداية التحقيق زوجته بالجنون، مدعياً أنها ضربت رأسها بالحائط مراراً، وكان قبل ذلك قد ادعى هو وأبواه حين إسعافها أنّها سقطت على السلم. ولكن المصدر المقرب من العائلة أشار إلى أنّ الخلافات الخاصة بين الزوجين تحديداً كانت تتعلق بنيته الزواج بقريبته، علماً أنه تزوج آيات وهي في الخامسة عشرة.
في حين قالت المحامية مها نعيم: "في هذه القصة المأساوية، هناك كثير من الظلم، وفيه تتضح طبيعة التربية في مجتمعاتنا والطبيعة النفسية عند كثيرات… يجب تربية الفتيات على حب الذات أكثر من الولاء للأسرة وعزة النفس، وبالتالي تدل هذه القصة على عدم وجود حماية قانونية أو مأوى أو دعم واضح للمعنفات".
