فرنسا ترجح أن انفجار “رالي دكار” السعودية كان عملاً إرهابياً.. أحد المشتركين يحكي تفاصيل التفجير

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/07 الساعة 14:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/07 الساعة 14:13 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان - رويترز

اعتبر خبير فرنسي أن الانفجار الغامض الذي استهدف سيارة سائق فرنسي في رالي دكار الصحراوي في السعودية يشكل "ضربة للمنظمين والسعودية"، في حين أكد أحد الأشخاص الذين كانوا في السيارة لحظة الحادث أنه كان "هجوماً".

كذلك فقد قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الجمعة 7 يناير/كانون الثاني 2022، إن مسألة وقف رالي دكار 2022 "مطروحة" بعد الانفجار، الذي وقع في 30 ديسمبر/كانون الأول 2021، وقال إنّه "قد يكون" مرتبطاً يـ"هجوم إرهابي".

تحقيق في انفجار رالي دكار السعودية 

من جانبها، أعلنت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب، الثلاثاء، أنها فتحت تحقيقاً أولياً بشبهة محاولة اغتيال، بعد الانفجار الذي وقع في مدينة جدة على البحر الأحمر وأدى إلى إصابة السائق فيليب بوترون بـ"جروح بالغة" في ساقيه، حسب ابنه، وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس، الجمعة 7 يناير/كانون الثاني 2022. 

في حين استبعدت السلطات السعودية ارتكاب عمل إجرامي لتفسير ما وصفته بـ"الحادث"، مؤكدة أنه "لا يوجد أي شبهات في الحادث"، لكنّها عززت أخيراً من الإجراءات الأمنية حول المنافسة والمشاركين، حسب صحفي من وكالة فرانس برس في المكان.

من جانبه، قال المدير المؤسس للمعهد الفرنسي للشؤون الدولية والاستراتيجية، باسكال بونيفاس، لـ"فرانس برس" إن الأمر يشكل "ضربة للمنظمين والسعودية". وأوضح أن رالي داكار لم يعد يعقد في منطقة داكار "لتجنب التهديد بهجمات والمشاكل الأمنية، وها هي القضايا الأمنية تطل برأسها مرة أخرى".

كان السباق الأسطوري، المعروف سابقاً باسم "باريس-داكار"، ينطلق من العاصمة الفرنسية في طريقه إلى عاصمة السنغال كمحطة أخيرة، لكن التهديدات الأمنية على طول المسار في شمال إفريقيا ساهمت في نقله إلى أمريكا الجنوبية في العام 2009 قبل أن يحط الرحال في السعودية منذ عام 2020.

ضخ ملايين الدولارات في الفعاليات 

المملكة من جانبها تضخ ملايين الدولارات لتنظيم فعاليات رياضية عالمية لتغيير صورتها المحافظة في العالم، منها سباق "فورمولا واحد" لعام 2021 والذي أقيم في جدة الشهر الفائت، كما تستضيف كأس السوبر الإسبانية الأسبوع المقبل في الرياض.

في المقابل، لم يرد مسؤولان سعوديان على أسئلة "فرانس برس" للتعليق على المسألة. كما لم يتناول الإعلام المحلي أي تفاصيل عن الانفجار بعيداً عن بيان السلطات المقتضب، السبت. ودعا لودريان السلطات السعودية إلى "التزام أكبر قدر ممكن من الشفافية" بخصوص المسألة.

كذلك فقد انتقد بونيفاس "استراتيجية السعودية للصمت والإنكار" التي عدّها "لا تفعل سوى زيادة الشكوك التي قد تكون متواجدة بالفعل". ودعت وزارة الخارجية الفرنسية رعاياها إلى "اتخاذ أقصى درجات اليقظة من مخاطر أمنية"، مشيرة إلى أن "التهديد الإرهابي مستمر" في السعودية.

كما أفاد مشاركون في السباق بأنهم باتوا أكثر حذراً بعد الانفجار، خاصة في محطات التزود بالوقود أو عند اقتراب سيارات غريبة منهم. ولا يعرف الكثير عن دوافع أو تفاصيل الانفجار الذي قال مشاركون إنه ناجم عن شيء وُضع أسفل السيارة.

حيث قال السائق تييري ريشار، الذي كان في السيارة التي تعرضت للانفجار، الثلاثاء، إنه مقتنع بأنه كان "هجوماً". وأفادت فرانس برس: "رأينا أثر (الانفجار) تحت السيارة. لسنا أغبياء ونعلم أنه انفجار"، وتابع "لقد كان هجوماً لقد تم تفجيرنا". 

هدف سهل للاختراق 

كما أقر خبراء بهشاشة تأمين سباق بهذا الحجم في الصحراء المفتوحة. وقال خالد عكاشة، مدير المركز المصري للدراسات الاستراتيجية في القاهرة، إنّ تنظيم رالي في الصحراء "في مناطق شاسعة ومكشوفة على امتداد عدة كيلومترات" يجعله "هدفاً سهلاً للاختراق" من جانب أي جهات معتدية.

أضاف لفرانس برس أنّ "تأمين السباق يتطلب توفر تقنيات تكنولوجية عالية مثل كاميرات حرارية وطائرات مسيرة لكنها لا توفر تأميناً بنسبة 100٪ بالنهاية".

كما اتفق ديفيد دي روش، الأستاذ في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية التابع لوزارة الدفاع الأمريكية، مع أنّ الانفجار بمثابة نقمة على المشروعات السعودية الرياضية التي تجتذب نجوماً عالميين.

إذ قال لفرانس برس: "يحصل السعوديون على هذه الأحداث الكبيرة من خلال دفع مبالغ إضافية، وهذا يمنحهم مكانة على الصعيد العالمي. بعد هجوم مثل هذا، سيتعين عليهم دفع المزيد".

كما أضاف: "من المحتمل أن تكون جماعات أصولية ترى في (الانفتاح) توغلاً ضد القيم التقليدية للمملكة والاحتمال الآخر هو وجود مجموعة أجنبية من نوع ما". وأوضح: "من يريد إلحاق الضرر بالمملكة سيعمل على عرقلة إحدى هذه الأحداث المرموقة"، مشيراً إلى أن ذلك "يحرج المملكة ويبث الخوف حول الأحداث المرموقة الأخرى".

يُذكر أن السعودية تخوض نزاعاً دامياً في اليمن دعماً للحكومة المعترف بها دولياً بمواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الغريم الإقليمي للمملكة.

كما تشهد المملكة التي كانت لعقود محافظة للغاية، إصلاحات اجتماعية غير مسبوقة تضمنت إقامة حفلات غنائية وفنية تشهد اختلاطاً بين الرجال والنساء.

مخاطر في السعودية 

في حين حذر خبراء من أن إدخال مثل هذه الإصلاحات في مجتمع محافظ للغاية ينطوي على مخاطر. وهاجم شخص يمني بالسكين ممثلين إسبانيين خلال عرض مسرحي في حديقة بالرياض، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

من جانبها، قالت السلطات السعودية إن المهاجم نفّذ هجومه "بتكليف من تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن"، علماً بأنّ التنظيم لم يتبنَّ الهجوم. وكان ذلك الاعتداء الأوّل ضد إحدى فعاليات الترفيه التي باتت المدن السعودية تنظمها بشكل روتيني.

الى ذلك ، تستعد الرياض، لاستضافة لقاء كروي استعراضي يجمع سان جرمان الفرنسي بكامل نجومه العالميين وفريقا مكونا من لاعبي الهلال والنصر السعوديين.

تحميل المزيد