انتقد البابا فرنسيس، الأربعاء 5 يناير/كانون الثاني 2022، العائلات التي تختار تربية حيوانات أليفة بدلاً من إنجاب الأطفال، واصفاً إياهم بأنهم أنانيون، وفق ما ذكرته صحيفة "New York times" الأمريكية، الخميس 6 يناير/كانون الثاني.
الصحيفة أوضحت أنه في حديثه عن الأبوة والأمومة خلال لقاء عام في الفاتيكان، تحسر فرانسيس على الانخفاض العالمي في معدلات المواليد، وهو ما وصفه بأنه "شتاء ديموغرافي"، وانتقد بشدة الأزواج الذين يفضلون أن تكون لديهم حيوانات أليفة بدلاً من الأطفال.
رأى البابا فرنسيس في كلمة ألقاها أمام الجمهور، أن "قرار بعض الأزواج بالتخلي عن الأبوة يؤدي إلى فقدان الإنسانية ويضر بالحضارة".
كما قال: "نرى أن الناس لا يريدون إنجاب أطفال، أو يريدون إنجاب طفل واحد فقط وليس أكثر. وكثير من الأزواج ليس لديهم أطفال، لكن لديهم كلبان، وقطتان، نعم، الكلاب والقطط (لديهم) تحل محل الأطفال".
أضاف البابا فرنسيس: "هذا الأمر مضحك، إنه الواقع، وهذا الإنكار للأبوة أو الأمومة يضعفنا ويسلب إنسانيتنا. وبهذه الطريقة تصبح الحضارة شيخوخة، لأنها تفقد ثراء الأبوة والأمومة".
بينما اعتبر البابا فرنسيس أن الأزواج الذين لا يستطيعون الإنجاب بيولوجيا يجب أن يفكروا في التبني، متسائلاً: "كم عدد الأطفال في العالم الذين ينتظرون من يقوم برعايتهم؟".
فيما أكد البابا فرنسيس أن "إنجاب طفل هو دائماً مخاطرة، إما بشكل طبيعي أو عن طريق التبني، ولكن من الخطورة عدم الإنجاب".
تراجُع معدلات الخصوبة حول العالم
بينما نجحت الصين في التغلب على كورونا وآثاره الاقتصادية بطريقة تثير الحسد، فإن البلاد تخسر معركة المواليد، حيث أصبح انخفاض معدل نمو السكان في الصين الخطر الأكبر على الاقتصاد، ويهدد جهودها للحاق بالولايات المتحدة في هذا الصدد.
فقد انخفض عدد المواليد الجدد في الصين بنسبة 15% في عام 2020 مقارنة بالعام الذي سبقه، مع ظهور فيروس كورونا الذي أثر على قرارات تكوين الأسرة، حسبما نقلت وكالة رويترز عن تقرير لوزارة الأمن العام الصينية.
كما شوهدت التدوينات على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية مع الهاشتاغ "كيفية إخراج الصين من فخ الخصوبة المنخفضة" 120 مليون مرة، في فبراير/شباط 2021، مع بعض التعليقات التي تربط معدلات الخصوبة المنخفضة وانخفاض معدل نمو السكان في الصين بتكاليف المعيشة المرتفعة، بينما قال آخرون إن الأعراف الاجتماعية تتغير.
بينما يعول الملايين من الأمريكيين على التطورات التكنولوجية من أجل إحداث تغيير جذري في طريقة إنجاب الأطفال، وذلك في الوقت الذي تؤكد فيه بيانات جديدة أصدرتها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة، تراجع معدل الخصوبة في البلاد إلى أدنى مستوياته منذ 35 عاماً.
إذ إن العدد الإجمالي للسكان ازداد بنسبة 0.4% فقط في 2020 ليصبح 329 مليوناً- أقل معدل نمو سكاني منذ عام 1900 على الأقل.
فيما قالت وزارة الشؤون الاجتماعية في اليابان، يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 2019، إن عدد المواليد في البلاد هذا العام انخفض بنحو 5.9% إلى أقل من 900 ألف مولود، وذلك للمرة الأولى منذ بدأت الحكومة تجميع البيانات عام 1899.
يرى محللون أن عدد المواليد الآخذ في الانكماش سيؤدي لتحويل المزيد من الأموال المخصصة للرعاية الاجتماعية إلى دعم التكاليف المتزايدة لرعاية كبار السن الذين تتزايد أعدادهم، ومن شأن ذلك تقويض النمو الاقتصادي.