قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير نشر الأربعاء 5 يناير/كانون الثاني 2022، إن آلاف الإثيوبيين المتحدرين من منطقة تيغراي (شمال) التي تشهد حرباً سُجنوا بشكل غير قانوني وتعرضوا لتجاوزات عند عودتهم إلى إثيوبيا بعد ترحيلهم من السعودية.
كان هؤلاء التيغرانيون من بين عشرات الآلاف من المهاجرين الإثيوبيين الباحثين عن عمل وطُردوا من السعودية قبل عام، وقالت تقارير حقوقية وقتها إنهم تعرضوا للتعذيب داخل سجون السعودية لأشهر قبل أن يتم ترحيلهم صوب أديس أبابا.
ترحيل الإثيوبيين من السعودية
سُجلت هذه التجاوزات العرقية وسوء المعاملة ضد المهاجرين المطرودين، بينما تشهد منطقة تيغراي منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2020 نزاعاً مسلحاً بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ومتمردين من السلطات الإقليمية السابقة.
قالت "هيومن رايتس ووتش" إنها أجرت مقابلات مع تيغرايين تم ترحيلهم من السعودية بين كانون الأول/ديسمبر 2020 وأيلول/سبتمبر 2021، الفترة التي أبعدت خلالها المملكة آلاف المهاجرين إلى إثيوبيا بموجب اتفاق بين البلدين.
كما أكدت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان أن تيغرانيين عُزلوا واحتجزوا عند وصولهم ومُنع آخرون من العودة إلى تيغراي بعد التعرف عليهم أثناء عمليات تدقيق في الهويات على الطرق أو في المطارات، ثم نُقلوا إلى مراكز احتجاز.
بينما قالت ناديا هاردمان، الباحثة في حقوق اللاجئين والمهاجرين في المنظمة، إن "السلطات الإثيوبية تضطهد التيغراي الذين تم ترحيلهم من السعودية عبر احتجازهم بشكل غير قانوني وعبر تنفيذ عمليات اختفاء قسري".
شهادات معتقلين تدين إثيوبيا
روى عدد من الذين تم اعتقالهم من التيغرانيين في إثيوبيا أنهم تعرضوا لأعمال عنف، بينما قال آخرون إنهم اتهموا بالتواطؤ مع جبهة تحرير شعب تيغراي الحزب الحاكم في المنطقة قبل الحرب، الذي يعتبر اليوم مجموعة إرهابية.
كما قال اثنان من هؤلاء التيغرانيين للمنظمة إن الشرطة اقتادتهما مع رجال آخرين إلى مزارع البن؛ حيث كان عليهم العمل في ظروف رهيبة، من دون أجر ولقاء قليل من الطعام.
بينما مُنع كثيرون منهم من الاتصال بأسرهم ويخشون أن تكون عائلاتهم تعتقد أنهم ما زالوا في السعودية.
فيما قالت "هيومن رايتس ووتش" إن "احتجاز السلطات الإثيوبية لآلاف التيغراي الذين طردتهم السعودية من دون إبلاغ عائلاتهم باعتقالهم أو موقعهم يعادل الاختفاء القسري، الذي يشكل أيضا انتهاكاً للقوانين الدولية".
في نهاية 2021، دعت الولايات المتحدة وحلفاؤها إثيوبيا إلى إنهاء الاعتقالات التعسفية لمواطنيها على أسس عرقية. وتحدثت اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان، الهيئة العامة المستقلة، عن اعتقالات واسعة النطاق لتيغرانيين.
أسفر الصراع في تيغراي عن سقوط آلاف القتلى وتشريد أكثر من مليوني شخص وإغراق مئات الآلاف من الإثيوبيين في ظروف تقترب من المجاعة، حسب الأمم المتحدة.