كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الإثنين 3 يناير/كانون الثاني 2022، أنَّ طهران ليست مستعدة للاعتراف بحكومة طالبان بصفتها السلطة الفعلية لأفغانستان.
وصرّح سعيد خطيب زاده، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الإيرانية طهران وفقاً لما نشره موقع Middle East Eye البريطاني: "اليوم، لسنا في الأساس على وشك الاعتراف"، وأضاف: "نأمل أن يتحرك مجلس الحكم في أفغانستان، من خلال أفعاله، في اتجاه يُمكِّنه من الوصول للاعتراف الدولي".
شرط إيران
جاءت تصريحات خطيب زاده بعد يوم من إعلان سفير إيران في أفغانستان أنَّ الجمهورية الإسلامية لن تعترف بحكومة طالبان ما لم تكن شاملة.
وقال بهادور أمينيان لمحطة Tolo News المحلية إنَّ "إيران والدول المجاورة لأفغانستان تصر بالأخص على تشكيل حكومة شاملة تعكس التنوع العرقي والديموغرافي لهذا البلد".
إيران هي واحدة من 11 دولة، بما في ذلك روسيا والصين، التي لديها مواقع دبلوماسية في أفغانستان. ومع ذلك، لم تعترف أية دولة منها رسمياً بشرعية حكومة طالبان، بعد استيلاء الجماعة السريع على البلاد في أغسطس/آب.
وكانت طهران قد عارضت طالبان عندما كانت في السلطة بين عامي 1996 و2001 ونسقت مع الولايات المتحدة لإسقاط الحركة. لكن في العام الماضي، عندما انسحبت الولايات المتحدة والدول الغربية من البلاد، احتفل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بما سماه "الفشل العسكري" لواشنطن، وقال إنها فرصة لاستعادة السلام والأمن.
علاقات معقدة بين إيران وطالبان
وترتبط إيران بعلاقة معقدة مع طالبان منذ استيلائها على السلطة؛ إذ تشترك الدولتان في حدود يسهل اختراقها بطول 900 كيلومتر وكلتاهما تخضع لعقوبات أمريكية منهكة.
ونظراً لأنَّ البلدين عُزِلا عن النظام المالي العالمي ويشتركان في العداء المشترك تجاه الولايات المتحدة، فقد عمّقا العلاقات الاقتصادية والتجارية. في وقت سابق من هذا العام، أفاد موقع Middle East Eye بأنه وسط الانسحاب الأمريكي الفوضوي، واصلت إيران بيع الوقود لأفغانستان بينما كانت لا تزال خاضعة للإعفاء من العقوبات الأمريكية.
في الوقت نفسه، اندلعت اشتباكات بين جنود إيرانيين وقوات طالبان على طول الحدود المشتركة بينهما.
إضافة إلى ذلك، تشعر طهران بالقلق إزاء تدفق المخدرات واللاجئين، ويتعين عليها أيضاً مواجهة تهديد الإرهاب الناجم عن فرع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في الدولة الواقعة في آسيا الوسطى وأثيرت مخاوف نتيجة خطر الاضطهاد الذي تواجهه الأقلية الشيعية في أفغانستان بسبب الإرهاب.
وتمثل هزارة، ثالث أكبر مجموعة عرقية في أفغانستان، العمود الفقري للأقلية الشيعية في أفغانستان، وتتركز في المناطق الجبلية في وسط الدولة، وخاصة في مقاطعات هرات وكابول وباميان وهلمند وغزنة ومزار الشريف.