العالم يستعد لاستقبال عام جديد بزيادات قياسية في إصابات كورونا.. توقعات بفرض تدابير جديدة أشد قسوة

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/31 الساعة 20:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/31 الساعة 21:36 بتوقيت غرينتش
احتفالات العالم بالعام الجديد/ رويترز

يستعد العالم لاستقبال عام 2022 على وقع الانتشار الجديد لفيروس كورونا، خاصة مع تفشي متحور أوميكرون في عدة بلدان، ووفاة أكثر من 5.4 مليون شخص منذ ظهور الفيروس للمرة الأولى بالصين في ديسمبر/كانون الأول 2019.

إذ أُصيب بالمرض عدد لا يُحصى من الأشخاص، وخضع كثرٌ لتدابير عزل وحظر تجول ولكثير من الفحوص. وتسبب ظهور المتحوّر أوميكرون، أواخر عام 2021، في تجاوز حصيلة الإصابات اليومية في العالم مليوناً للمرة الأولى، بحسب تعداد وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها عن الأزمة، نشرته الجمعة 31 ديسمبر/كانون الأول 2021.

احتفالات العالم بالعام الجديد/ رويترز

أوميكرون يحاصر العالم في العام الجديد 

أُضيفت فرنسا، مساء الخميس، إلى قائمة الدول التي أعلنت أن أوميكرون بات المتحور المهيمن على أراضيها، بعد "تقدُّم كبير" في الأيام الأخيرة.

كذلك وفي خطابه بمناسبة حلول العام الجديد، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الجمعة، أنه حقق الهدف الرسمي القاضي بتوفير جرعة معززة لجميع البالغين قبل نهاية ديسمبر/كانون الأول 2021.

إذ اعتبر أن الوضع الراهن "أفضل من نظيره في العام الماضي" بفضل حملات التلقيح، مكرراً تشجيع مواطنيه على تلقي اللقاح.

احتفالات العالم بالعام الجديد/ رويترز

على صعيد العلاجات، وبعدما كانت أول بلد يوافق في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، على استخدام العقار المضاد لـ"كوفيد" الذي أنتجه مختبر ميرك، أجازت بريطانيا، الجمعة، استخدام عقار مماثل أنتجته شركة فايزر ويُعرف باسم "باكسلوفيد"، بحسب ما أعلنته وكالة الأدوية.

تسجيل إصابات قياسية 

تسجّل بريطانيا والولايات المتحدة وحتى أستراليا التي بقيت وقتاً طويلاً بمنأى عن الوباء، أعداد إصابات قياسية.

إلا أن توزيع اللقاحات على نحو 60% من سكان العالم يبعث ببصيص أمل، رغم أن بعض الدول الفقيرة لم تحصل على ما يكفيها من اللقاحات، وأن فئة من الشعوب لاتزال مناهضة لها.

من سيول إلى سان فرانسيسكو، أُلغيت احتفالات رأس السنة أو تقلّصت. إلا أن احتفالات ريو دي جانيرو التي تجمع عادةً ثلاثة ملايين شخص على شاطئ كوباكابانا، لم تلغَ.

على غرار ما سيحصل بساحة تايمز سكوير في نيويورك، سيتمّ تقليص الاحتفالات الرسمية، لكن يُنتظر حضور حشود كبيرة.

احتفالات العالم بالعام الجديد/ رويترز

قال فرانسيسكو رودريغيز (45 عاماً)، وهو نادل في كوباكابانا: "الناس ليس لديهم سوى رغبة واحدة: الخروج من منازلهم والاحتفال بالحياة بعد وباء أجبر العالم على الانعزال".

بعض البرازيليين أكثر تشكيكاً في بلد أودى الوباء فيه بنحو 619 ألف شخص، وهي ثاني أسوأ حصيلة في العالم بعد الولايات المتحدة.

أبقت سيدني، أكبر مدينة في أستراليا، أيضاً عرضها للمفرقعات التي ستضيء مرفأ المدينة الرمزي. وخلافاً للحدث الذي أُقيم بدون جمهورٍ عام 2020، يُنتظر حضور عشرات الآلاف من الأشخاص.

احتفالات العالم بالعام الجديد/ رويترز

التعايش مع كورونا

تؤكد السلطات الأسترالية أن تغيير موقفها بشكل مفاجئ، لناحية التخلي عن استراتيجيتها بعنوان "صفر كوفيد" لصالح استراتيجية "التعايش مع كوفيد"، مبنيٌّ على معدلات التلقيح المرتفعة وعلى الاقتناع المتزايد بأن المتحوّر أوميكرون ليس قاتلاً.

أما في دولة الإمارات، فأبقت دبي على عرض الألعاب النارية عند برج خليفة، أطول برج في العالم، فيما ستحاول إمارة رأس الخيمة مجدداً تحطيم الرقم القياسي لأكبر عرض مفرقعات في العالم.

في جنوب أفريقيا حيث اكتُشف المتحور الجديد نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2021، رُفع حظر التجول الليلي الساري منذ 21 شهراً، وتمّ تأخير موعد حظر التجول من منتصف الليل إلى الرابعة فجراً؛ للسماح بإجراء الاحتفالات. لكنَّ وضع الكمامة مازال إلزامياً في الأماكن العامة، ومازالت التجمعات محددة بألف شخص في الخارج وألفين بالأماكن المغلقة.

قال الوزير موندلي غونغوبيلي، الجمعة، في اليوم التالي للإعلان الرسمي، إنَّ تراجع عدد الإصابات في البلاد يشير إلى أن ذروة الموجة الوبائية قد مرت، و"نأمل أن يستمر هذا الرفع" للإجراءات.

احتفالات العالم بالعام الجديد/ رويترز

إعادة فرض تدابير جديدة

يتردد قادة الدول الغربية في إعادة فرض التدابير الصارمة التي كانت مفروضة عام 2020؛ وذلك لتجنب حصول ركود اقتصادي مرة أخرى.

شهد عام 2021 في أوروبا وخارجها، زيادة في عدد التظاهرات المناهضة للقيود، في وقت كانت أقلية لاتزال مترددة في أخذ اللقاح، ما أثار مخاوف من كيفية انتهاء الوباء بدون زيادة معدلات التلقيح.

فرنسا
الإصابات بكورونا في فرنسا تسجل أرقاماً قياسية قبل قدوم العام الجديد- رويترز

يأمل الخبراء أن تمضي دول العالم في اتجاه تعزيز الإجراءات الوقائية وأن يبشر عام 2022 بمرحلة جديدة بالنسبة للوباء، يسجَّل خلالها عدد أقل من الوفيات. لكن منظمة الصحة العالمية تتوقع أن تكون الأشهر المقبلة عصيبة.

قال مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس "أشعر بقلق بالغ من أن يؤدي انتشار أوميكرون؛ لكونه أشد عدوى، في الوقت نفسه مع دلتا، إلى تسونامي من الإصابات. يمثل ذلك عبئاً هائلاً على الطواقم الصحية المنهكة وعلى منظومات صحية باتت على شفير الانهيار".

تحميل المزيد