كشفت وزارة الصحة الفلسطينية الخميس 30 ديسمبر/كانون الأول 2021 عقب زيارتها للأسير هشام أبو هواش المضرب عن الطعام منذ 136 يوماً، أنها "وجدته في حالة حرجة جداً وتتوقع الأسوأ في أي لحظة"، في حين حذرت حركة الجهاد الإسلامي من أنه في حال استشهد أبو هواش فسيعتبرون ذلك عملية اغتيال، وعليه سيتم الرد على الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت الصحة، وفقاً لما أفادت به وسائل إعلام فلسطينية، أنها أجرت فحصاً سريرياً للأسير أبو هواش، وأكد وفدها الطبي أن الحالة الصحية للأسير هشام أبو هواش حرجة للغاية، مؤكدين أن الأسوأ ربما يحدث في أي لحظة.
كما أشارت الوزارة إلى أنها شكَّلت وفداً من استشاريي التخدير والعناية، واستشاريي أمراض الكلى والباطنة، مؤكدة مراسلة الوزارة للمنظمات الدولية ذات العلاقة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتحويل الأسير أبو هواش للعلاج في المستشفيات الفلسطينية، خصوصاً بعد تردي وضعه الصحي.
وأكد الوفد أن الأسير أبو هواش يعاني من ضبابية في الرؤية وعدم القدرة على الحديث، وضمور شديد في العضلات، وعدم مقدرة على الحركة، في حين قلَّت قدرته على إدراك ما يدور حوله.
وتابع الوفد: حاولنا الحصول على الفحوصات الطبية التي أجريت للأسير أبو هواش، وتمكنَّا من الاطلاع على آخر الفحوصات التي أجراها وكانت بتاريخ 16/12، وأشارت إلى وجود نقص في ملح البوتاسيوم وارتفاع في إنزيمات الكبد، ولم تجرَ له أي فحوصات أخرى بعد ذلك التاريخ.
ومع تردي وضعه الصحي، قال الأمين العام لحركة الجهاد إنه في حال استشهد الأسير هشام أبو هواش فسيعتبرون ذلك عملية اغتيال وسيتعاملون مع الأمر وفقاً لمقتضيات التزامنا بالرد.
موت بطيء لأبو هواش
وفي وقت سابق قالت الفلسطينية عائشة حريبات إن زوجها هشام أبو هواش المعتقل في إسرائيل والمضرب عن الطعام منذ 17 أغسطس/آب الماضي "فقد 47 كيلوغراماً من وزنه، ولا يقوى على الحركة أو حتى الجلوس على كرسي متحرك، ويتقيأ دماً، ويعيش بين الحياة والموت"،
وناشدت المرأة الفلسطينية وعائلة زوجها المنظمات الحقوقية وأحرار العالم التدخل للكشف عن الوضع الصحي للأسير أبو هواش، في ظل التعتيم على حالته ومماطلة المحاكم الإسرائيلية في التعاطي مع قضيته.
الأسير أبو هواش (40 عاماً) من بلدة دورا جنوبي الخليل (جنوب)، وأب لخمسة أطفال، ومعتقل إدارياً منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول 2020، وأمضى في سجون إسرائيل نحو 8 سنوات.
أسير فلسطيني بين الحياة والموت
قالت حريبات، في حديثها لوكالة الأناضول، إن الوضع الصحي لزوجها "خطير جداً خاصة بعد أن فقد الكثير من وزنه". وأضافت: "وضع هشام خطير جداً، يتقيأ دماً، وهو بين الحياة والموت، كان يتنقل على كرسي متحرك، والآن على سرير متحرك".
كما أشارت إلى أن وزن هشام أبو هواش كان قبل إضرابه 86 كيلوغراماً، أما اليوم فهو 39 كيلوغراماً، ويعاني من نقص في المعادن والفيتامينات.
وفق عائشة، فإن سلطات الاحتلال تعاملت مع زوجها بطريقة مختلفة عن باقي الأسرى الذين خاضوا الإضراب، فقد "مُنع من زيارة الأهل، ومن تجميد الاعتقال الإداري، وأحياناً مُنع من زيارة المحامين".
قالت أيضاً إن "السجانين الإسرائيليين استغلوا فرصة نقل طفلها عز الدين للعلاج بأحد مشافي مدينة القدس المحتلة قبل شهور، للضغط على زوجها ليعلق إضرابه، فأحضروا له في اليوم الـ25 من إضرابه صورة الطفل وهو في المستشفى لزحزحة عزيمته".
أشارت إلى انتهاج المحاكم العسكرية الإسرائيلية سياسة تمديد اعتقاله، دون الأخذ بعين الاعتبار وضعه الصحي. وخلصت إلى أن مطلب هشام أبو هواش "عادل" وهو "إنهاء اعتقاله الإداري"، وناشدت "كل حر وشريف أن يتدخل لحل قضيته".
الاحتلال يرفض علاج هشام أبو هواش
من جهته، عبَّر سائد أبو هواش، شقيق المعتقل، عن قلقه على حياة هشام نتيجة "التعتيم الإعلامي المخيف"، وقال إن "سلطات الاحتلال اتخذت قراراً بعدم نقله للمستشفيات المدنية، أو تجميد اعتقاله الإداري".
استناداً إلى حالات سابقة، لا يعني "تجميد الاعتقال الإداري" الإفراج عن الأسير، وإنما تنتقل المسؤولية عنه إلى أمن المستشفى الذي يعالج فيه، ولا يسمح بنقله منه، مع السماح لذويه بزيارته.
كما اتهم هشام أبو هواش إدارة سجون الاحتلال بـ"تزييف التقرير الطبي" لشقيقه، مضيفاً أنه جرى "نقله إلى المستشفى في اليوم الـ117 لإضرابه، وتمت إعادته للسجن في اليوم التالي".
اعتبر أيضاً أن "سلطات الاحتلال تسعى لكسب المزيد من الوقت دون مراعاة لظروف اعتقال هشام الذي تعرَّض للتنكيل والتهديد بهدف إنهاء إضرابه دون تحقيق أي مكاسب له".
فيما حذّر أبو هواش من أن شقيقه "قد يُستشهد بأي لحظة إن لم يكُن هناك تدخل". وناشد القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس وأحرار العالم أن يتدخلوا لإنقاذ حياة شقيقه.