عينت البحرين، الخميس 30 ديسمبر/كانون الأول 2021، أول سفير لها في دمشق منذ أن خفضت مستوى العلاقات مع اندلاع الصراع بسوريا في 2011.
يأتي تعيين وحيد مبارك سيار رئيساً للبعثة الدبلوماسية لدى سوريا، حسبما أوردت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية، في إطار تحول دبلوماسي بمنطقة الشرق الأوسط مع إحياء عدد متزايد من الدول العربية علاقاتها مع نظام بشار الأسد.
تخفيض العلاقات مع سوريا
خفضت دول الخليج العربية مستوى تمثيلها الدبلوماسي أو أغلقت بعثاتها الدبلوماسية في دمشق بعد أن استخدمت الحكومة السورية القوة لقمع احتجاجات 2011 التي تحولت إلى حرب أهلية. وكانت مملكة البحرين أعلنت استمرار العمل في سفارتها بدمشق وكذلك في السفارة السورية بالمنامة.
كذلك، أرسلت الإمارات، التي أعادت فتح بعثتها في دمشق أواخر 2018، وزير خارجيتها إلى سوريا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2021، حيث اجتمع مع الأسد. وتدعو الإمارات إلى عودة سوريا لجامعة الدول العربية.
شرعت الإمارات في التواصل مجدداً مع دمشق بعد المكاسب الكبيرة التي حققتها القوات الموالية للحكومة، على أمل زيادة النفوذ العربي في سوريا على حساب تركيا وإيران غير العربيتين.
عودة علاقات الإمارات مع سوريا
كانت الإمارات واحدة من بضع دول في المنطقة دعمت جماعات المعارضة المسلحة بسوريا، إلا أن دورها كان أقل وضوحاً من دور السعودية وقطر، اللتين لم تعيدا العلاقات مع دمشق.
أصبحت سلطنة عمان في العام الماضي أول دولة خليجية تعيد سفيرها إلى سوريا.
يأتي قرار البحرين، في الوقت الذي تسعى فيه الجزائر إلى إيجاد توافق عربي من أجل عودة سوريا إلى عضوية الجامعة العربية وحضور القمة المقبلة في الجزائر.
حيث سبق أن قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الأربعاء 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن بلاده، التي ستحتضن قمة جامعة الدول العربية القادمة، تبحث عن توافُق عربي لضمان عودة سوريا إلى الجامعة، معرباً عن ترحيب بلاده بالزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإماراتي لدمشق ولقائه بشار الأسد.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، قررت الجامعة العربية تجميد مقعد سوريا، على خلفية لجوء نظام بشار الأسد إلى الخيار العسكري، لإخماد الثورة الشعبية المناهضة لحكمه. ومنذ يوليو/تموز 2021، تسارعت خطوات التطبيع العربي مع النظام السوري، لاسيما من جانب الأردن والإمارات ومصر، والمتمثلة في لقاءات متبادلة واتفاقات وتفاهمات اقتصادية.
الموقف الجزائري
وزير الخارجية الجزائري شدد خلال حديثه للصحفيين في ختام اجتماع نظمته الخارجية الجزائرية مع رؤساء بعثاتها الدبلوماسية، على أن بلاده "سبق أن أكدت أنه حان الوقت لاستعادة سوريا مقعدها بالجامعة العربية، لكن دون التدخل في شؤونها الداخلية".
كما أوضح لعمامرة أن الجزائر، التي تستعد لاحتضان القمة العربية المقررة في مارس/آذار 2022، تبحث التوصل إلى توافق عربي بشأن مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وأن هذه القمة ستكون "فرصة للمّ الشمل العربي".
بشأن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الإماراتي لدمشق، قال لعمامرة إن بلاده "تبارك" هذه الخطوة.
يُذكر أن الموقف الجزائري بشأن عضوية سوريا في الجامعة العربية ليس بجديد؛ إذ كانت الدولةَ الوحيدةَ رفقة العراق، التي تحفَّظت على قرار تجميد العضوية، كما لم تغلق سفارتها في دمشق طوال سنوات الأزمة هناك.