طالبت فرنسا مواطنيها الذين يمكنهم العمل من المنزل بالقيام بذلك لمدة 3 أيام في الأسبوع خلال شهر يناير/كانون الثاني 2022، وذلك بعد أن تسبَّب انتشار متحور أوميكرون من كورونا في زيادة الإصابات بالفيروس بشكل كبير في جميع أنحاء العالم.
موقع Business Insider الأمريكي قال، الثلاثاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن جان كاسكتس، رئيس الوزراء الفرنسي، أعلن عن هذا الإجراء الاحترازي الجديد يوم الاثنين 27 ديسمبر 2021.
هذه هي المرة الثانية التي تتخذ فيها فرنسا هذا النوع من الإجراءات، بعد المرة الأولى التي كانت بين مارس/آذار ومايو/أيار من العام 2020.
نظراً لأن الكثير من أصحاب العمل لا يسمحون لموظفين بالعمل من المنزل، لذلك ترك كاسكتس المعايير فضفاضة دون تحديد لمن يستطيع العمل من المنزل ومن لا يمكنه ذلك.
يأتي هذا الإجراء، بينما كشفت الدراسات أن العمل من المنزل يُبطئ انتشار الفيروس، ولا يعطل الإنتاجية، إلا أنه غالباً ما تُترك حرية التصرف لأصحاب العمل في حسم الأمر لموظفيهم، وكثير منهم لا يمنح موظفيه هذا الخيار.
العلماء كذلك أوضحوا أن العمل من المنزل يساعد في الحدِّ من انتشار فيروس كورونا من خلال إسهامه في تقليص الاختلاط المادي في وسائل النقل العام ومكاتب العمل.
في السياق ذاته، أشار استقصاء أجرته منصة البيانات Statista في أغسطس/آب 2021، إلى أن 30% فقط من السكان العاملين في فرنسا هم من عملوا من المنزل خلال فترة الإغلاق العام الماضي.
كذلك قال 75% من المشاركين في استطلاع Gensler France Workplace Survey الذي أُجري العام الماضي، إنهم راضون عن تجربة العمل من المنزل، إلا أن 65 % قالوا إنهم يعتقدون أنه من الأسهل العمل مع زملائهم في المكاتب.
فيما أبدى ما يقرب من نصف المشاركين في التصويت (49%) رغبتهم في أن تزيد الشركات فرص العمل من المنزل.
بحسب موقع Business Insider، تبيِّن الدراسات أن العمل من المنزل ليس له تداعيات سلبية على الإنتاجية، فقد وجدت دراسة أجرتها كلية بوث للأعمال في جامعة شيكاغو الأمريكية أن 6 من كل 10 موظفين أفادوا بأنهم كانوا خلال العام الماضي أكثر إنتاجية في المنزل مما كانت عليه توقعاتهم.
الإصابات تتزايد في فرنسا
تتزامن هذه القرارات مع تسجيل فرنسا ارتفاعاً غير مسبوق في عدد الإصابات، بمتوسط نحو 70 ألف إصابة جديدة يومياً، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول، التي أشارت أيضاً إلى أن يوم الأحد 26 ديسمبر 2021، سجلت فرنسا أكثر من 100 ألف إصابة، وهو رقم قياسي منذ تفشي الوباء قبل عامين.
كانت فرنسا أعلنت يوم السبت 25 ديسمبر/كانون الأول عن أكثر من 100 ألف إصابة جديدة، وهو أعلى رقم إصابات أعلنت عنه البلاد منذ تفشي الوباء منذ نحو عامين.
جاءت هذه المستجدات أيضاً في وقت أعادت فيه دول أوروبية عديدة بعض إجراءات الإغلاق هذا الأسبوع، وتشمل هذه الدول سويسرا التي تدرس السماح بالعمل من المنزل لعموم الموظفين.
كذلك فرضت ألمانيا الإغلاق على كثير من الصالات الرياضية وحمامات السباحة والنوادي الليلية ودور السينما، كما حدَّت من التجمعات الخاصة للأشخاص الذين تلقوا اللقاح إلى 10 أشخاص على الأكثر.