التايمز: سليماني القاتل صاحب المسيرة الملطخة بالدماء يُصوَّر على أنه بطل في قصص الأطفال بإيران

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/28 الساعة 10:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/28 الساعة 10:55 بتوقيت غرينتش
القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني - رويترز

تُصوِّر كتب الأطفال التي يعتمدها النظام في إيران، القائدَ السابق لـ"فيلق القدس"، قاسم سليماني، على أنه "بطل ونصير للإسلام"، في الوقت الذي يعتبره كثير من العرب بلاءً تنشر ميليشياته الخوف، واعتبرته أمريكا تهديداً لابد من القضاء عليه. 

صحيفة The Times البريطانية قالت الإثنين 27 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن الكتب في إيران تقدم سليماني على أنه "العم قاسم نصير الإسلام". 

أشارت الصحيفة إلى أن سليماني الذي كان العقلَ المدبر للعمليات العسكرية خارج إيران، وبعد مقتله بداية عام 2020 في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في بغداد، أصبح موضوع ما لا يقل عن ثلاث قصص للأطفال، كان آخرها: "الحاج قاسم واللوحات الطائرة"، والتي يظهر فيها بصورة الأب الذي يجمع أطفال اليمن ولبنان وفلسطين والعراق ليقاوموا "القوات المعتدية".

هذه القصة صدرت مباشرة بعد قصة "العم قاسم" التي تروي تفانيه مع أطفال إيران، وقصة "أنا سليماني"، وهي قصة خيالية عن حياته.

تقول الصحيفة البريطانية إن هذا "التصوير بعيدٌ كل البعد عن مسيرته الملطخة بالدماء في إدارة الميليشيات الطائفية بالعراق وسوريا، واتهامه بالتواطؤ في الفظائع والمجازر الجماعية التي ساعدت بشار الأسد بسوريا على البقاء في السلطة".

اعتُبر سليماني "شهيداً" في إيران، وكانت جنازته أكبر جنازة شهدتها طهران منذ وفاة آية الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية، عام 1989.

يقول أراش عزيزي، مؤلف كتاب عن سليماني بعنوان "قائد الظل"، إن طهران "تحاول مد دعايتها إلى الأطفال؛ لتشكيل أجيال جديدة تُشاركها رموزها وأساطيرها. وهذا يفسر سبب إدراج سليماني سريعاً في الكتب المدرسية الخاصة بجميع المراحل التعليمية من الابتدائية إلى الثانوية".

على الجهة المقابلة، يرى عديد من الإيرانيين أن هذا الإفراط في تعظيم سليماني مَضيعة للمال، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها إيران. 

تقول إلهام، وهي معلمة في المرحلة الابتدائية بطهران، إن أولويات الناس العاديين مختلفة، "فبعض الأطفال لا تتوافر لهم فصول دراسية مناسبة. ومع ذلك، لا يكفون عن الإنفاق على هذه الأشياء، كأن التلفزيون الحكومي ليس كافياً ليجعل من قاسم رمزاً وقدوة".

مثّل مقتل سليماني ضربة لإيران التي كانت تعتمد عليه كثيراً في التوسع ببلدان عربية مثل سوريا والعراق واليمن ولبنان، ويرى محللون أن رحيل سليماني ساهم في ضعف قبضة طهران على الميليشيات العربية المدعومة من الجمهورية الإسلامية، مما تسبب في تراجع كبير لنفوذ إيران.