وافقت الحكومة الإسرائيلية، الأحد 26 ديسمبر/كانون الأول 2021، على خطة بقيمة 317 مليون دولار، بهدف مضاعفة عدد المستوطنين في الجولان السوري المُحتل منذ عام 1967.
حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، صوتت لصالح الخطة التي تهدف إلى بناء 7300 وحدة سكنية للمستوطنين في المنطقة على مدى خمس سنوات، وذلك خلال اجتماع عُقد في تجمّع "ميفو حماة" الزراعي في الجولان، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
تبلغ تكلفة الخطة مليار شيكل للإنفاق على بناء وحدات استيطانية، وبنى تحتية ومشاريع أخرى، لجذب نحو 23 ألف مستوطن إضافي للمنطقة المُحتلة.
بينيت قال قبل الاجتماع: "هدفنا الآن هو مضاعفة عدد السكان في مرتفعات الجولان"، واضطر بينيت إلى مغادرة الاجتماع إثر ثبوت إصابة ابنته البالغة 14 عاماً بفيروس كورونا، ما أجبره على حجر نفسه، لكن التصويت على الخطة أجري بعد تأخير.
شدد بينيت على أن خطة الجولان أظهرت أن السيطرة الإسرائيلية على المنطقة المحتلة تحظى بـ"إجماع وطني"، وفق تعبيره، واعتبر أن "مرتفعات الجولان والحاجة إلى تعزيزها وزراعتها والعيش فيها هي بالتأكيد مبدأ يوحد الجميع هنا".
كجزء من الخطة، سيتم تخصيص 576 مليون شيكل (183 مليون دولار) للتخطيط والإسكان، وستتم إضافة حوالي 3300 وحدة استيطانية إلى مستوطنة "كتسرين" في غضون خمس سنوات، وفقاً لما ذكرته قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية.
كما ستتم إضافة حوالي 4 آلاف وحدة إلى مستوطنات مجلس الجولان الإقليمي، وبناء مستوطنتين جديدتين، تضم كل واحدة نحو ألفي وحدة استيطانية، إضافة إلى استثمار 160 مليون شيكل (حوالي 51 مليون دولار) في البنية التحتية للمواصلات في الجولان المحتل.
يستوطن حالياً في الجولان المُحتل 25 ألف شخص، إلى جانب حوالي 23 ألف درزي بقوا في أراضيهم بعد أن استولت عليها إسرائيل، التي أعلنت في 14 ديسمبر/كانون الأول 1981 ضم المنطقة في خطوة لم يعترف بها معظم المجتمع الدولي.
كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يعد على نطاق واسع مؤيداً لإسرائيل، قد أعلن اعترافاً أمريكياً بالسيادة الإسرائيلية على الجولان في عام 2019.
في هذا السياق، قال بينيت: "مرتفعات الجولان إسرائيلية. هذا بديهي"، وفق تعبيره، وأضاف: "حقيقة أن إدارة ترامب أقرت ذلك، وحقيقة أن إدارة (الرئيس جو) بايدن أوضحت أن لا تغيير في هذه السياسة، مهمة أيضاً".
بُعيد تولي بايدن منصبه في يناير/كانون الثاني 2021، أشار وزير خارجيته أنتوني بلينكن إلى أن هناك أسئلة قانونية تحيط بخطوة ترامب التي أدانتها سوريا باعتبارها "انتهاكاً سافراً" لسيادتها.
لكن بلينكن أكد أنه ليس هناك أي تفكير في التراجع عن القرار، خصوصاً مع استمرار الحرب في سوريا، ويعتبر بينيت أنه بعد عقد من الحرب في سوريا، خفتت الدعوات الدولية لإعادة الجولان إلى سوريا.
أضاف بينيت أن "كل شخص مطلع في العالم يدرك أن من الأفضل أن تكون (الجولان) مرتفعات إسرائيلية هادئة ومزدهرة وخضراء على عكس البديل"، بحسب قوله.
يُشار إلى أنه منذ احتلال إسرائيل للجولان، تعمل على زيادة عدد المستوطنين في الهضبة، وترسيخ الوجود اليهودي فيها.