حذر رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، مجلس النواب الليبي من اتخاذ أي خطوة بشكل منفرد بدون التشاور مع المجلس، وقال إن هذه الخطوة "ستؤول للفشل"، وذلك على خلفية فشل إجراء الانتخابات الليبية.
المشرى دعا مجلس النواب، في جلسة لمجلس الدولة بثتها صفحة المكتب الإعلامي للمجلس على فيسبوك الأحد 26 ديسمبر/كانون الأول 2021، إلى التوافق مع مجلس الدولة، وعدم "القفز" على الاستحقاقات الانتخابية.
كما أشار المسؤول الليبي إلى أن هناك تواصلاً ومحاولات لحلحلة الأزمة مع مجلس النواب، لكنه أكد على عدم وجود تصور واضح ودقيق حتى الآن.
أضاف خالد المشري أن هناك تواصلاً مع قيادات مجلس النواب لتكون جلسته المقرر عقدها الإثنين 27 ديسمبر/كانون الأول محاولة للتوافق وليس للتحرك بشكل منفرد، حتى لا يتم الوصول إلى نفس النتيجة بشأن الانتخابات الليبية.
استمرار الحكومة رغم التأجيل
في المقابل، قالت قوى غربية الجمعة 24 ديسمبر/كانون الأول، إنها ستظل تعترف بالحكومة الليبية المؤقتة بعد تأجيل الانتخابات الرئاسية، ودعت إلى تحديد موعد جديد للانتخابات على وجه السرعة.
كانت حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة تشكلت في مارس/أذار الماضي في إطار عملية سلام مدعومة من الأمم المتحدة، وأصبح مصيرها الآن مصدراً رئيسياً للخلاف ضمن تداعيات انهيار الانتخابات الليبية.
تمثل الانتخابات في ليبيا ثمرة للمبادرة المدعومة من الأمم المتحدة التي تضمنت أيضاً تشكيل الحكومة المؤقتة في وقت سابق من هذا العام، باعتبار ذلك خطوة على الطريق لإسدال الستار على عقد من الفوضى والعنف منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي ضد معمر القذافي.
بينما كان البرلمان الليبي قال، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن الانتخابات الرئاسية لن تمضي قدماً في موعدها، مما يدفع عملية السلام المدعومة دولياً إلى دوامة الفوضى ويلقي بالشكوك حول مصير الحكومة المؤقتة.
فيما اقترحت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا إرجاء موعد التصويت لمدة شهر، مؤكدة أن تأجيلاً كان متوقعاً على نطاق واسع، في ظل خلافات حول القواعد الحاكمة للعملية الانتخابية، بما في ذلك أهلية بعض المرشحين المثيرين للانقسام.
مع ذلك، لا يوجد اتفاق على نطاق أوسع حتى الآن على تاريخ 24 يناير كانون الثاني الذي اقترحته المفوضية لإجراء الانتخابات الليبية، ولا تزال الخلافات قائمة حول الأساس القانوني للعملية والقواعد الأساسية الحاكمة لها.
غضب بعد تأجيل الانتخابات الليبية
أبدى الليبيون غضبهم إزاء تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها الجمعة 24 ديسمبر/كانون الأول، وسط خلافات بين الفصائل والزعماء السياسيين حول مسار محفوف بالمخاطر للمضي قدماً.
في بنغازي، قال وهبي طرخان (81 عاماً) إنه وزوجته سجلا نفسيهما للإدلاء بصوتيهما في الانتخابات، لكنهما أصبحا يشعران الآن بخيبة الأمل بعد انهيار العملية. وقال طرخان: "كنا ننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر".
على صعيد آخر، تتواصل الأمم المتحدة مع أعضاء الحوار السياسي الذين أفرزت محادثاتهم في العام الماضي خارطة الطريق الحالية التي أفضت إلى تشكيل الحكومة المؤقتة، ودعت إلى انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة.
قالت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة ستيفاني وليامز الخميس 23 ديسمبر/كانون الأول، إنها كانت تستمع باستمرار لأشخاص يعبرون عن الرغبة في إجراء الانتخابات الليبية خلال اجتماعات بمختلف أنحاء البلاد. وأضافت: "أدعو المؤسسات المعنية إلى احترام ودعم إرادة 2.8 مليون ليبي سجلوا أسماءهم للتصويت".