خصص أساتذة وطلاب جامعة الفلوجة في العراق، الخميس 23 ديسمبر/كانون الأول 2021، استقبالاً كبيراً للطالبة مريم الركابي، التي اشتهرت بلقب "الأميرة مريم"، بعد أن تعرضت لاعتداء شنيع من رجل سكب على وجهها وأجزاء من جسدها مادة الأسيد وشوّهها، محوّلاً حياتها إلى جحيم، إثر رفضها الزواج به، وهي الواقعة التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي عبر العالم.
فقد تصدرت "الأميرة مريم" اهتمامات العراقيين على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أطلقوا حملة تضامن معها، فمنذ الخميس 16 ديسمبر/كانون الأول 2021، وحتى السبت 18 ديسمبر/كانون الأول، تصدّر وسم "#انقذوا_الاميرة_مريم" قائمة التغريدات الأكثر تداولاً في العراق.
وأظهرت مقاطع مصورة انتشرت على "تويتر"، الاستقبال الكبير الذي خصصه معهد الفنون الجميلة في جامعة الفلوجة، إذ احتشد العشرات من الأساتذة والمئات من الطلبة، وبدؤوا بالتصفيق لها، كما عانقت عدداً من صديقاتها بالجامعة، في مشاهد مؤثرة اجتاحت شبكات التواصل الاجتماعي.
فقد قالت والدة مريم في المقطع نفسه: "اتصلوا بنا وأعادوا الفرحة لمريم.. وأنتم جميعكم أعدتم الفرحة لمريم وليس فقط من اتصل.. ما قصرتوا.. رحمة الله والديكم".
كما أضافت: "أشكركم بكل دعاء دعوتموه لي.. وأتمنى أن تتم الفرحة التي أشعر بها إلى الأخير".
بدأت القصة المأساوية لمريم في يونيو/حزيران 2021، عندما تعرّضت لانتقام من رجل تقدّم لخطبتها ورفضت الزواج به، وقالت عائلة الفتاة إن الأخيرة كان تريد أن تكمل تعليمها.
استغلّ الرجل غياب والدَي مريم عن المنزل الواقع بمدينة بغداد، وعندما كانت غارقة في نومها بغرفتها دخل خلسة وسكب الأسيد على وجه الفتاة العشرينية، لتصحو على صرخات الألم، وتبدأ مرحلة جديدة في حياتها، مجبرة فيها على العيش بوجه مشوه.
قصة مريم عادت للواجهة مجدداً بعدما أصدر مجلس القضاء العراقي بياناً، الخميس 16 ديسمبر/كانون الأول 2021، قال فيه إن التحقيقات لاتزال مستمرة بالجريمة التي وقعت قبل 6 أشهر، مشيراً إلى متهمين اثنين في القضية تم إلقاء القبض عليهما.
والد مريم الذي روى تفاصيل الجريمة التي تعرضت لها، وجّه في مقابلة تلفزيونية، انتقادات للقاضي الذي يتولى القضية، واتهمه بالانحياز إلى الجاني على حساب الضحية، مشيراً إلى أن القاضي أساء أيضاً إلى "شرف العائلة".
والدة مريم تحدثت هي الأخرى عن مأساة ابنتها، لكنها لم تستطع إكمال كلامها، بسبب بكائها الشديد، وقالت في مقابلة، إن مستقبل ابنتها انتهى، وأكدت أن الكاميرات أظهرت الجاني، لكن "لا أحد يتعاون مع العائلة"، وفق قولها.
لا تزال مريم، بحسب قول والديها، تعاني من آثار الحروق على جسدها، رغم مرور أشهر على الحادثة.