أشار التيار الوطني الحر، أكبر حزب مسيحي في لبنان، الخميس 23 ديسمبر/كانون الأول 2021، إلى أنه يدرس إنهاء تحالفه السياسي مع جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران، مما يهدد اتحاداً هشاً يشكل السياسات اللبنانية منذ نحو 16 عاماً.
قال جبران باسيل زعيم التيار الوطني الحر، تعليقاً على إجراءات اتخذها ضد حزبه أكبرُ حزبين شيعيين في لبنان، وهما حزب الله وحركة أمل، "ستكون لها ترتبات سياسية".
انتهاء الاتفاق مع الحزب
في سياق متصل قالت شخصيات رفيعة المستوى مقربة من التيار كذلك، إن اتفاق "مار مخايل" لعام 2006 بين التيار الوطني الحر وحزب الله بلغ نهايته.
كتب خليل شربل، المنتمي للتيار الوطني الحر، على تويتر: "مخايل-مات".
كان دور حزب الله حاسماً في وصول الرئيس ميشال عون، مؤسس التيار الوطني الحر، إلى السلطة في 2016، كما وفّر التيار غطاءً سياسياً مسيحياً مُهماً للوجود العسكري لـ"حزب الله" في ظل نظام المحاصصة الطائفية اللبناني، ولم يعلّق حزب الله علناً.
استيعاب الانتقادات كافة
من جانبه قال الشيخ صادق النابلسي، الموالي لجماعة حزب الله، الأربعاء: "حزب الله آثر الصمت واستوعب وهضم كل الانتقادات ولم يوجه أي انتقاد علني للتيار الوطني الحر"، لكن باسيل يخاطر بفقد الدعم.
أضاف: "لم يعد للتيار (الوطني الحر) أي حليف في الانتخابات القادمة.. لا يوجد حليف حقيقي للتيار الوطني الحر إلا حزب الله، فلماذا تتخلون عن آخر حليف لكم؟!".
تعرض حزب باسيل لضغوط سياسية متنامية لينأى بنفسه عن حزب الله منذ الانهيار الاقتصادي الذي تعرض له لبنان في 2019.
أحجم الحلفاء التقليديون في الخليج عن تقديم المساعدات للبنان مثلما درجوا في الماضي، بسبب ما قالوا إنه إحكام حزب الله قبضته على البلاد ومساندته للحوثيين المدعومين من إيران الذين يقاتلون تحالفاً تقوده السعودية في اليمن.
تصنف الولايات المتحدة ودول غربية كبرى حزب الله منظمة إرهابية.
في داخل لبنان، اتخذ حزب الله موقفاً متشدداً من قاضي التحقيقات بقضية انفجار مرفأ بيروت في أغسطس/آب 2020؛ مما تسبب في خلاف ترك حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي غير قادرة على الاجتماع منذ 12 أكتوبر/تشرين الثاني، على الرغم من تدهور أوضاع الفقر والجوع.
لكن يظل حزب الله أكبر حلفاء باسيل وأقواهم. ومع اقتراب الانتخابات النيابية والرئاسية المقررة 2021 ، يقول محللون إن التيار الوطني الحر ربما يعدل عن موقفه.
من جانبه قال كريم إميل بيطار رئيس معهد العلوم السياسية بجامعة سان جوزيف في بيروت: "التيار الوطني الحر في مأزقٍ اليوم. فهو يدرك بالتأكيد أن الشارع المسيحي لم يعد يتغاضى عن أي شكل من أشكال الإذعان لمطالب حزب الله".
استدرك: "لكنه لا يمكنه ببساطةٍ التخلي بالكامل عن هذا التحالف، لأن ذلك من شأنه أن يحطم طموحات باسيل الرئاسية وسيمنعه بالتأكيد من تأمين كتلة برلمانية كبيرة".