قال موقع Middle East Eye البريطاني في تقرير نشره يوم الأربعاء 22 ديسمبر/كانون الأول إن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) كشف عن اعتراف شخص ثانٍ بالتجسس على المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة لمصلحة مجموعة معادية للمسلمين، هدفها المزعوم هو "حماية الحكومة الإسرائيلية" من خلال التصدي لعمل النشطاء المسلمين وتقويضه.
قالت منظمة كير يوم الثلاثاء 21 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن الشخص، الذي لم يُصرَّح بهويته بعد، كشف عن روابط أخرى تشير إلى حملة مؤيدة لإسرائيل للتجسس على المجتمعات الإسلامية والمنظمات المرتبطة بها في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
جاسوس ثانٍ ضد مسلمي أمريكا
أشارت المنظمة إلى أن ستيفن إمرسون، مؤسس ما يُعرف بـ"المشروع الاستقصائي حول الإرهاب" (آي بي تي) IPT، دفع لـ"الجاسوس" 3 آلاف دولار شهرياً، أي ما بلغ مجموعه أكثر من 100 ألف دولار على مدى أكثر من 4 سنوات، من أجل التجسس على أحد المساجد في الولايات المتحدة و"قيادات بارزة في أوساط المسلمين الأمريكيين".
أضاف المجلس أن "أحد أهداف إمرسون، بحسب ما قيل، هو حماية الحكومة الإسرائيلية من خلال تقويض عمل المسلمين المشاركين في أنشطة سياسية أو حقوقية".
سلسلة من الرسائل الالكترونية
خلال مؤتمر صحفي عُقد، كشف المجلس عن سلسلة من الرسائل الإلكترونية بين مسؤولين إسرائيليين والمشروع الاستقصائي حول الإرهاب، وفي إحداها سأل مسؤول إسرائيلي عما إذا كانت المجموعة لديها معلومات تتعلق بـ"طلاب من أجل العدالة في فلسطين"، وهي مجموعة تأييد طلابية لها فروع في جامعات عديدة في جميع أنحاء البلاد.
لم ترد السفارة الإسرائيلية في واشنطن على طلب موقع Middle East Eye للتعليق.
أوضح المجلس أن الشخص تقدم واعترف بأفعاله ووافق على التعاون مع قادة المساجد، وأضافت المنظمة أنها ستعلن هوية الشخص ومعلومات أخرى بعد حصولها على مزيد من المعلومات.
لم يستجب المشروع الاستقصائي حول الإرهاب لطلب MEE للتعليق، غير أن المجموعة قالت سابقاً إنها "لم ولن تراقب أبداً المجتمع المسلم الأمريكي في نطاقه الأوسع"، ولكنها أضافت أنها لن تتردد في الإبلاغ عن الجماعات التي تذهب ادعاءاتها إلى أنها تزاول "نشاطاً إسلامياً متطرفاً".
العمل سراً ضد المسلمين
تأتي هذه الأخبار بعد أن كشفت "كير" أن رومين إقبال، وهو المدير التنفيذي لأحد فروعها في ولاية أوهايو، كان يعمل سراً منذ سنوات مع مجموعة "آي بي تي" المعادية للمسلمين لتوفير معلومات استخباراتية، منها تسجيلات صوتية، وتسريب معلومات سرية للمجموعة.
جاء هذا الإعلان بعد تحقيق صادر عن طرف ثالث أجراه خبير في التحقيق الجنائي استعانت به منظمة كير.
على ما شهده المسلمون من أساليب عديدة لاستهداف الحكومة الأمريكية لمجتمعاتهم ومراقبتها على مدى العقدين الماضيين، فإن الأخبار لا تزال تمثل صدمة لكثيرين في أوساط المجتمعات المسلمة في جميع أنحاء البلاد.
قال إدوارد أحمد ميتشل، نائب مدير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، للصحفيين إن التحقيقات كشفت أن حملة التجسس هذه استهدفت اثنتي عشرة منظمة على الأقل.
أضاف ميتشل: "لا يمكننا معرفة كل ما كانت تقوم مجموعة (آي بي تي)، لكن بناء على الأدلة المتوفرة لدينا، يمكنني القول إن حملة التجسس استهدفت 12 منظمة إسلامية ومسجداً على الأقل. ونعتقد أننا كشفنا ثلاثة جواسيس".
في المقابل، يصف "مشروع الاستقصاء حول الإرهاب" نفسه بأنه مجموعة بحثية تقدم تقارير عن "الجماعات الإرهابية الإسلامية المتطرفة"، إلا أن "شبكة الإسلاموفوبيا" Islamophobia Network، وهو مشروع تابع لـ"مركز التقدم الأمريكي" المعني بمتابعة الجماعات والجهات المانحة المعادية للمسلمين، صنفته جماعةً معادية للمسلمين.
وفقاً لشبكة الإسلاموفوبيا، فإن مجموعة "آي بي تي" تختلق "تهديدات لا أساس لها من الصحة لتصوير المسلمين على أنهم خطرون" وتستخدمها "للحصول على تمويلات لها"، كما أن إمرسون، مؤسس المجموعة، معروف عنه "تلفيقه ما يزعم أنه أدلة لإثبات هذيانه بشأن التطرف الإسلامي".
أشارت مبادرة "بريدج" Bridge Initiative التابعة لجامعة جورج تاون إلى أن إمرسون لديه "تاريخ من الترويج لمعلومات مضللة ونظريات المؤامرة حول الإسلام والمسلمين".