قالت شبكة "CNN" الأمريكية الخميس 23 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن المملكة العربية السعودية تعمل الآن بنشاط على تطوير صواريخها الباليستية بمساعدة الصين، وذلك بحسب تقييم أجرته وكالة الاستخبارات الأمريكية.
الشبكة الأمريكية أوضحت أنه وفقاً لثلاثة مصادر مطلعة على أحدث المعلومات الاستخبارية، فإن السعودية اشترت صواريخ باليستية من الصين، لكنها لم تكن قادرة على تطوير صواريخها حتى الآن.
بحسب صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها CNN، فإن السعودية تقوم حالياً بتصنيع الأسلحة في موقع واحد على الأقل.
كما قالت مصادر الشبكة الإخبارية الأمريكية إنه تم إطلاع المسؤولين الأمريكيين في العديد من الوكالات، بما في ذلك مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، في الأشهر الأخيرة، على معلومات استخبارية سرية تكشف عن عمليات نقل متعددة واسعة النطاق لتكنولوجيا الصواريخ الباليستية الحساسة بين بكين والرياض.
رداً على سؤال حول ما إذا كانت هناك أي عمليات نقل لتكنولوجيا الصواريخ الباليستية الحساسة بين الصين والمملكة العربية السعودية، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية للشبكة الأمريكية إن البلدين "شريكان استراتيجيان" و"حافظا على تعاون ودي في كل المجالات، بما في ذلك مجال التجارة العسكرية".
كما أكد أن "مثل هذا التعاون لا ينتهك أي قانون دولي، ولا ينطوي على انتشار أسلحة الدمار الشامل".
تطور قد يُعرقل جهود بايدن
تواجه إدارة بايدن الآن أسئلة مُلِحَّة بشكل متزايد حول ما إذا كان التقدُّم السعودي في مجال الصواريخ الباليستية يمكن أن يغيِّر بشكلٍ كبير ديناميات القوة الإقليمية، ويعقِّد الجهود لتوسيع شروط الاتفاق النووي مع إيران، ليشمل قيوداً على تكنولوجيا الصواريخ الخاصة بها، وهو هدف تشترك فيه الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل ودول الخليج.
من غير المرجَّح أن توافق طهران على التوقُّف عن صنع الصواريخ الباليستية إذا بدأت عدوتها اللدودة السعودية في تصنيع صواريخها.
قال جيفري لويس، خبير الأسلحة والأستاذ بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية، لشبكة CNN: "بينما يجري التركيز بشكلٍ كبير على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني الضخم، فإن تطوير المملكة السعودية وإنتاجها الآن للصواريخ الباليستية لم يتلقيا نفس المستوى من التدقيق".
أضاف لويس أن "الإنتاج المحلي للصواريخ الباليستية في المملكة السعودية يشير إلى أن أي جهد دبلوماسي للسيطرة على انتشار الصواريخ يحتاج إلى إشراك أطراف إقليمية أخرى تنتج صواريخها الباليستية".
كيف سيكون الرد الأمريكي على السعودية؟
قد يكون أيُّ ردٍّ أمريكي أيضاً مُعقَّداً بسبب الاعتبارات الدبلوماسية مع الصين، إذ تسعى إدارة بايدن إلى إعادة إشراك بكين في العديد من قضايا السياسية الأخرى ذات الأولوية القصوى، بما في ذلك المناخ والتجارة والجائحة.
إذ قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: "الأمر كله يتعلَّق بموازنة الموقف"، فيما امتنع مجلس الأمن القومي ووكالة المخابرات المركزية عن التعليق.
بينما لم تستجب الحكومة السعودية والسفارة في واشنطن لطلب شبكة CNN للتعليق.
فيما ذكرت الشبكة الأمريكية لأول مرة في العام 2019 أو وكالات الاستخبارات الأمريكية تدرك أن المملكة السعودية تتعاون مع الصين لتطوير برنامج الصواريخ الباليستية.
لم تكشف إدارة ترامب في البداية عن معرفتها بتلك المعلومات الاستخباراتية السرية لأعضاءٍ رئيسيين في الكونغرس، ما أثار حفيظة الديمقراطيين الذين اكتشفوا ذلك خارج قنوات الحكومة الأمريكية العادية، وخلصوا إلى أنهم استُبعِدوا عن عمدٍ من سلسلةٍ من الإحاطات الإعلامية.
ما الذي تظهره صور الأقمار الصناعية؟
تشير صور الأقمار الصناعية الجديدة التي حصلت عليها شبكة CNN إلى أن السعوديين يقومون بالفعل بتصنيع صواريخ باليستية في موقع أُنشِئ مسبقاً بمساعدةٍ صينية، وفقاً للخبراء الذين حلَّلوا الصور والمصادر التي أكَّدَت أن الصور تعكس تطوُّراتٍ تتفق مع أحدث تقييمات الاستخبارات الأمريكية.
تُظهِر صور الأقمار الصناعية، التي التقطتها شركة Planet، وهي شركة تصوير تجارية، بين 26 أكتوبر/تشرين الأول و9 نوفمبر/تشرين الثاني، أن عملية حرق حدثت في منشأة بالقرب من منطقة الدوادمي، بالمملكة السعودية، وفقاً لباحثين في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، الذين أخبروا شبكة CNN أن هذا هو "أول دليل لا لبس فيه على أن المنشأة تعمل لإنتاج صواريخ".
قال لويس، خبير الأسلحة والأستاذ في معهد ميدلبري للدراسات الدولية الذي راجع الصور، إن الدليل الرئيسي هو أن المنشأة تدير "حفرة حرق" للتخلص من بقايا الوقود الصلب من إنتاج الصواريخ الباليستية.
كما أضاف: "ينتج عن محركات الصواريخ المصبوبة بقايا وقود، وهو خطرٌ ينذر بالانفجار. وغالباً ما تحتوي منشآت إنتاج القذائف التي تعمل بالوقود الصلب على حفر حرق، حيث يمكن التخلص من بقايا الوقود عن طريق الحرق. وبالتالي فإن عمليات الحرق هي علامة قوية على أن المنشأة تعمل بنشاطٍ على صبِّ محركات صاروخية صلبة".