كشف موقع Axios الأمريكي، الأربعاء 22 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن الولايات المتحدة قدمت تطمينات إضافية لإسرائيل بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي يثير مخاوف تل أبيب، وذلك بعد عدم الوصول لنتائج ملموسة في مفاوضات فيينا.
كبار المسؤولين الإسرائيليين قالوا إن الولايات المتحدة طمأنت إسرائيل باتخاذ موقف أكثر تشدداً تجاه إيران إذا لزم الأمر. وقال الموقع الأمريكي إن سوليفان ناقش في الاجتماعات مع المسؤولين الإسرائيليين ثلاثة سيناريوهات محتملة للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني على المدى القريب.
ونقل الموقع خطط واشنطن بشأن النووي، التي اطّلعت عليها إسرائيل، إذ يتمثل السيناريو الأول في الوصول لاتفاق خلال أسابيع، للعودة للامتثال الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة.
فيما اقترح السيناريو الثاني اتفاقية مؤقتة لـ"التجميد مقابل التجميد"، لمنع إيران من تسريع وتيرة برنامجها النووي، وهو ما عارضته إسرائيل، حيث ترى أن أي اتفاق مؤقت سيوفر شريان حياة للاقتصاد الإيراني.
أما الثالث فهو فرض مزيد من العقوبات ضد إيران حال عدم التوصل لاتفاق.
هاجس النووي الإيراني لدى إسرائيل
وزار سوليفان إسرائيل لإجراء اجتماعات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، وخصوصاً نفتالي بينيت، رئيس الوزراء، تُركز بشكل أساسي على برنامج إيران النووي، وكيفية التعامل معه، في ظل ما أسفرت عنه مفاوضات فيينا حتى الآن.
ويشار إلى أن إسرائيل ليست طرفاً في المحادثات النووية مع إيران، لكنها تبدو أكثر الأطراف انشغالاً بما قد تُسفر عنه مفاوضات فيينا، فهي تعتبر إيران عدوتها الأولى، وأن امتلاكها سلاحاً نووياً تهديد وجودي لها، رغم أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة المسلحة نووياً في المنطقة، دون أن تُفصح علناً عن ترسانتها النووية.
وعلى عكس بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء السابق، كان بينيت حريصاً في البداية على ألا يختلف مع الرئيس جو بايدن علناً بشأن التفاوض مع إيران، لكنه مؤخراً بدأ يخرج عن إطار ذلك الحرص، وجدّد تأكيده على التهديد بأن تتخذ إسرائيل إجراءً منفرداً إذا لزم الأمر.
وقال قبل انطلاق جولة المفاوضات الأخيرة في فيينا: "سنحتفظ بحريتنا في الرد". مضيفاً أن إسرائيل "منزعجة كثيراً" مما تعتبره استعداد القوى العالمية لرفع العقوبات وإعادة فرض "قيود غير كافية على النشاط النووي". وقال إن إسرائيل تنقل هذه الرسالة إلى جميع الأطراف المعنية.
لكن الأيام الماضية شهدت تصعيداً هائلاً في الحرب الكلامية بين إسرائيل وإيران، فيما تبدو وكأنها الأمتار الأخيرة، قبل أن تصمت التصريحات وتنطلق أصوات الصواريخ والقنابل، رغم أن هذه الأجواء باتت شبه معتادة كلما اقتربت المفاوضات النووية من الانهيار.