حذّر المفاوض الأمريكي، روب مالي، من أن الهامش الزمني المتاح لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران بات يقتصر على "بضعة أسابيع"، إذا ما واصلت طهران تطوير أنشطتها الذرية بالوتيرة الحالية، مشيراً إلى خطر اندلاع "أزمة" إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.
مالي وفي تصريحات أدلى بها لشبكة "CNN" الأمريكية، أعرب عن أمله في استئناف المحادثات "سريعاً"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، الثلاثاء 21 ديسمبر/كانون الأول 2021.
كانت المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران التي استؤنفت بعد توقف استمر خمسة أشهر، علّقت مجدداً، ومنذ أسابيع عدة تحذّر واشنطن من أنّ الوقت المتاح لإحياء الاتفاق المبرم في العام 2015 بين الدول الكبرى وطهران حول برنامجها النووي شارف على النفاد.
حذر مالي من أنه "في مرحلة معينة، في مستقبل غير بعيد، سيتعين علينا الإقرار بأن الاتفاق النووي عفا عليه الزمن، وسيتعين علينا التفاوض حول اتفاق مختلف تماماً، مع عبور فترة تأزم وتصعيد".
لدى مطالبة الشبكة الأمريكية للمفاوض الأمريكي بتحديد موعد هذا الأمر، اكتفى بالقول: "إذا توقفوا عن تطوير قدراتهم النووية، يكون لدينا وقت أكثر بقليل. إذا استمروا بالوتيرة الحالية، لن يكون لدينا سوى بضعة أسابيع، ليس أكثر، قبل التوصل إلى استنتاج بأن الاتفاق النووي لا يمكن إحياؤه".
من جهته، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن الإدارة الأمريكية تدرس "بشكل فاعل" "بدائل" و"خيارات" أخرى في حال فشلت المفاوضات، ولم يحدد بلينكن في مؤتمر صحفي "موعداً نهائياً"، لكنّه أكد أن الهامش أصبح "ضيقاً جداً جداً جداً".
مفاوضات بلا تقدم ملحوظ
يأتي هذا، بينما تتّهم دول الغرب طهران بمواصلة تطوير قدراتها الذرية وعرقلة المحادثات، والأسبوع الماضي، قال مسؤولون دبلوماسيون من فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، وهي الدول المشاركة في مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، إن إيران قدمت مقترحات "لا تتماشى" مع الاتفاق المبرم عام 2015، محذرين من أن الوقت ينفد.
كانت قد أُجريت 6 جولات من المحادثات بين إيران والقوى الدولية الكبرى، في فيينا بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران الماضيين، في محاولة لإحياء الاتفاق النووي.
تهدف المفاوضات، التي عُقدت تحت رعاية الاتحاد الأوروبي، إلى عودة الولايات المتحدة للاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في مايو/أيار 2018، وأعادت فرض عقوبات مشددة على إيران لدفعها إلى الالتزام بتعهداتها الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي.
تصر طهران على رفع كامل للعقوبات الأمريكية قبل أن تعود إلى التزاماتها النووية التي تخلت عنها خلال السنوات الماضية، بعدما انسحبت واشنطن من الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال الاجتماع الذي استضافته فيينا في 14 يوليو/تموز 2015.
في حين يبدي الرئيس الأمريكي جو بايدن استعداده للعودة إلى الاتفاق إذا عادت الجمهورية الإسلامية للتقيد بكل بنوده.