مع تواصُل الانتشار السريع لسلالة أوميكرون من فيروس كورونا خلال الأسابيع الماضية، أوصت منظمة الصحة العالمية بإلغاء بعض خطط عطلات عيد الميلاد، لحماية الصحة العامة، وسط انتشار سلالة أوميكرون من فيروس كورونا.
إذ قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير منظمة الصحة العالمية، الإثنين 20 ديسمبر/كانون الأول 2021: "إلغاء احتفال أفضل من إلغاء حياة"، مؤكداً أنه "لا بد من اتخاذ قرارات صعبة".
كما أشار إلى أن تلك القرارات "قد تكون في بعض الحالات إلغاء أو تأجيل بعض الاحتفالات"، مشدداً على "توافر أدلة في الوقت الراهن على أن سلالة أوميكرون تنتشر بسرعة أكبر من دلتا بكثير".
قيود جديدة بسبب سلالة أوميكرون
تأتي تصريحات غيبريسوس وسط تشديد دول، من بينها فرنسا وألمانيا، القيود التي تستهدف الحد من فيروس كورونا وفرض المزيد من القيود على السفر للسيطرة على سلالة أوميكرون. كما أعلنت هولندا فرض حالة الإغلاق أثناء فترة الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة.
بينما قال البيت الأبيض، في بيان صادر الإثنين، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يخطط "لإغلاق البلاد".
فيما حذر أنتوني فاوتشي، كبير مستشاري الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، من إمكانية زيادة معدل الإصابة بأوميكرون بسبب السفر أثناء عطلات الكريسماس، حتى بين من تلقوا تحصيناً كاملاً باللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
كما أوصى مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، ووزارة الخارجية الأمريكية بعدم السفر إلى ثماني دول، من بينها إسبانيا، وفنلندا، وتشاد، ولبنان.
في المملكة المتحدة، قال رئيس الوزراء بوريس جونسون، الإثنين الماضي، إن الحكومة تحتاج إلى "ألا تستبعد إمكانية فرض" قواعد جديدة، لكنه لم يعلن عن المزيد من القيود.
أُلغيت احتفالات عشية عيد الميلاد التي كان من المقرر إقامتها في ميدان ترافالغار في لندن "لصالح السلامة العامة"، وفقاً لعمدة المدينة صادق خان، بسبب المتحور الجديد.
أوميكرون هي السلالة السائدة بأمريكا
ارتفعت أعداد الإصابات في مدينة نيويورك والولايات المتحدة بصفة عامة، في نهاية الأسبوع الماضي، ما أدى إلى تراجع الآمال في قضاء موسم عطلات الكريسماس وسط أوضاع طبيعية للحياة في البلاد.
قال مسؤولون إن أوميكرون أصبح هو السلالة السائدة من فيروس كورونا في الولايات المتحدة، وإنه أصبح ينتشر بسرعة البرق في البلاد، مؤكدين أنه تسبب في وفاة شخص غير محصن باللقاحات المضادة للوباء في الولايات المتحدة، الإثنين الماضي.
كما قال مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، الإثنين، إن 73% من الإصابات بفيروس كورونا كانت بسلالة أوميكرون.
وسط انتشار سلالة أوميكرون، أشارت إحصائيات إلى أن عدد الحالات التي تُصاب بهذه السلالة شديدة التحور يتضاعف في فترة تتراوح من يوم ونصف اليوم إلى ثلاثة أيام، في مناطق انتشار العدوى، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
فقد ارتفع عدد حالات الإصابة بأوميكرون في الولايات المتحدة بواقع %9 مقارنة بالأعداد المعلنة قبل أسبوع، لكن معدل العدوى ارتفع بنسبة 57% منذ أوائل ديسمبر/كانون الأول الجاري.
كما ارتفع عدد الحالات التي تتلقى العلاج في المستشفيات بحوالي 26% هذا الشهر، ولا تزال المستشفيات في بعض المناطق في الولايات المتحدة تعاني من ضغوط نتجت عن انتشار السلالة المتحورة دلتا من فيروس كورونا.
"نحتفل في وقت لاحق"
قال غيبريسوس، في بيان أصدره الإثنين: "كلنا ضقنا ذرعاً بالوباء، كلنا نريد أن نقضي الوقت مع الأصدقاء والأسرة، كلنا يريد أن يعود إلى الحياة الطبيعية".
كما أضاف: "أسرع طريقة ليتحقق كل ذلك لنا جميعاً، قادة وأفراد، هو اتخاذ القرارات الصعبة من أجل حماية أنفسنا والآخرين". تابع: "ويعني ذلك في بعض الحالات إلغاء أو تأجيل احتفالات. فمن الأفضل أن نؤجل الاحتفالات إلى وقت لاحق، بدلاً من أن نحتفل الآن ونحزن في وقت لاحق".
فيما شدد تيدروس أدهانوم غيبريسوس على أن الوباء قد ينتهي في 2022 من خلال ضمان تحصين 70% من سكان العالم باللقاحات المضادة لفيروس كورونا بحلول منتصف العام المقبل.
أشار أيضاً إلى ضرورة أن توفر الصين، حيث يعتقد أن الوباء قد بدأ في الانتشار، المزيد من البيانات عن الفيروس. وقال: "نحتاج إلى الاستمرار في البحث حتى نكتشف المنشأ (منشأ الوباء)، ونحتاج أيضاً إلى بذل المزيد من الجهد، لأننا ينبغي أن نتعلم مما حدث هذه المرة حتى نتصرف بطريقة أفضل في المستقبل".