وصل مرشحا الانتخابات الرئاسية الليبية، فتحي باشاغا وزير الداخلية السابق، وأحمد معيتيق عضو المجلس الرئاسي السابق، الثلاثاء 21 ديسمبر/كانون الأول 2021، إلى مدينة بنغازي شرقي البلاد، والتقى فيها الجنرال المتقاعد خليفة حفتر.
معيتيق قال في بيان عبر صفحته على فيسبوك: "وصلنا اليوم إلى مطار بنينا، وستكون مدينة بنغازي الوجهة الأولى ضمن جولتنا للمنطقة الشرقية"، دون مزيد من تفاصيل.
بدوره قال باشاغا في تصريح صحفي لدى وصوله إلى بنغازي: "لا بد من كسر الحاجز الأخير، وما يهمنا هو مستقبل ليبيا"، مضيفاً: "نحن سعداء بأن نكون هنا ولا بد من توحيد ليبيا وأن يعود الأمن والأمان، ولكن هذا يتطلب مشاركة كل الليبيين".
المنطقة الشرقية في ليبيا تخضع لسيطرة ميليشيا اللواء المتقاعد خليفة، وكان لباشاغا موقف ضد محاولتها السيطرة على العاصمة طرابلس عام 2019.
تأتي هذه الزيارة، بينما كان من المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري، لكن مسألة تأجيلها باتت "أمراً محسوماً وواقعاً".
كذلك فإن لقاء باشاغا وحفتر يأتي بعد 4 أيام من قول رئيس اللجنة البرلمانية المكلفة بمتابعة العملية الانتخابية، الهادي الصغير، إن "تأجيل الانتخابات أمر محسوم وواقع"، وفق ما نقلته قناة فبراير (محلية خاصة).
كان من المقرر أن تجري الانتخابات الرئاسية الجمعة المقبل، والبرلمانية بعدها بـ52 يوماً.
في وقت سابق من اليوم، قرر رئيس المفوضية العليا للانتخابات، عماد السايح، حل اللجان الانتخابية التابعة لمكاتب المفوضية، وطالب بالعودة إلى الوضع قبل تنفيذ خطوات العملية، وبحل اللجان الانتخابية في مكاتب الإدارات الانتخابية وإنهاء أعمالها وتقديم تقاريرها لسنة 2021.
كان 17 مرشحاً للانتخابات الرئاسية الليبية قد دعوا الإثنين 20 ديسمبر/كانون الأول 2021، المفوضية الوطنية العليا للانتخابات إلى تزويدهم بتفسيرات لأسباب عدم إجراء الاقتراع في الموعد المحدد، ما يشكل اعترافاً ضمنياً بأن ليبيا لن تشهد انتخابات رئاسية في 24 ديسمبر/كانون الأول.
كذلك، يؤكد العديد من المسؤولين الليبيين استحالة إجراء الانتخابات في موعدها المقرر، بسبب عدم وجود قائمة رسمية بالمرشحين واستمرار الخلافات بين الأطراف السياسيين حول القاعدة القانونية للاقتراع، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
إلا أنه ليست هنالك مؤسسة مستعدة لتحمُّل مسؤولية إعلان هذا الإرجاء بشكل رسمي، خصوصاً أن كلاً من المفوضية العليا للانتخابات وبرلمان طبرق (شرق) ينزع عنه مسؤولية القيام بذلك ويحيلها إلى الطرف الآخر.
كانت مفوضية الانتخابات قد أعلنت مطلع الشهر الجاري، تأجيل نشر "القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة"، بسبب متطلبات فنية وقضائية لم توضح طبيعتها.
يُذكر أن ليبيا تحاول منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تجاوز عقد من الفوضى، اتسم في السنوات الأخيرة بوجود قوى متنافسة في شرق وغرب البلاد.
كان حوار سياسي بين الأفرقاء الليبيين برعاية الأمم المتحدة بجنيف، في فبراير/شباط الماضي، أفضى إلى تشكيل سلطة سياسية تنفيذية موحدة، مهمتها التحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي حُددت على التوالي في ديسمبر/كانون الأول 2021، ويناير/كانون الثاني 2022.