تلقت أكبر الشركات الصينية ضربة قاسية وغير مسبوقة خلال العام 2021، ما دفع بثروات أقطاب العقارات في هذا البلاد إلى التراجع بشكل كبير، فقد خسر أغنى 8 أقطاب في العقارات الصينية مبلغاً إجمالياً وصل إلى 46 مليار دولار هذا العام، وعلى رأسهم هوي كا يان، رئيس مجموعة Evergrande، الذي انخفضت ثروته أكثر من 17 مليار دولار.
حسب تقرير لموقع Business Insider الأمريكي، الثلاثاء 21 ديسمبر/كانون الأول 2021، فقد كان هوى من قبل ثاني أغنى أغنياء آسيا، لكن ثروته شهدت تراجعاً إلى 6.1 مليار دولار، ودفعته الحكومة إلى رد أموال المستثمرين من ماله الخاص بعد غرق شركته Evergrande في الديون.
طُبقت العام الماضي تشريعات جديدة تهدف لتخفيف بعض الضغط عن سوق الإسكان الذي جلب المتاعب للمطورين المكبلين بالديون، الذين تخلف 15 منهم عن السداد في عام 2021.
فقد تصدرت شركة Evergrande العناوين الرئيسية للأنباء بداية من سبتمبر/أيلول، وهي توشك على الإعسار، وهو ما جسَّد اختباراً لقوة سوق العقارات الذي غذى نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وقلب الأسواق العالمية، فيما يقيّم المستثمرون حجم الخطر المنتشر.
في الأسبوع الماضي، قالت شركة التصنيف Fitch Ratings إن شركة التطوير العقاري الصينية متأخرة رسمياً عن السداد، بعد أن أخفقت شركتان تابعتان لها في تسديد قسائم المدفوعات إلى الدائنين.
وعليه فقد قللت تصنيفها إلى مستوى متدنٍ، وفي الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت شركة الخدمات المالية S&P Global Ratings، أن Evergrande عاجزة عن السداد وخفضت تصنيفها للديون.
هذه الأزمة العقارية أطاحت هذا العام ببعض عمالقة الأعمال من قائمة الصين للمليارديرات، بحسب ما أوردته وكالة Bloomberg.
فقد شهد تشانغ يوانلين، رئيس شركة Sinic Holdings، انخفاض ثروته بنسبة 75% في يومٍ واحد، في حين شهدت العائلة المسيطرة على شركة Kaisa Group Holdings تراجع صافي ثروتها إلى 160 مليون دولار فقط.
فيما أدى تقييم المستثمرين السابق لوضع شركة Evergrande إلى اعتقادهم بأن شركة التطوير العقاري أكبر من أن تفشل، وأن الحكومة ستدخل لمساندتها.
لكن هذا التصور تبدَّد بعد أن أدى الإخفاق في سداد عددٍ من المدفوعات إلى تراجع أسعار سندات الشركة إلى مستوياتٍ قياسيةٍ إثر إعلان شركات التصنيف تخلفها. وتجدر الإشارة إلى أن سوق العقارات في الصين يُشكل ما يقرب من ربع اقتصادها، وذلك بحسب ما أورد موقع Bloomberg.