سجلت أسعار الغاز في أوروبا مستويات قياسية جديدة، الثلاثاء 21 ديسمبر/كانون الأول 2021، على وقع الطلب في فصل الشتاء والتوتر بين روسيا المزود الرئيسي للغاز، والدول الأوروبية المستوردة.
وصل سعر الغاز في سوق "تي تي إف" الهولندية، السوق المرجعية الأوروبية، قرابة الساعة الـ10:20 بتوقيت غرينتش، إلى 162.775 يورو للميغاوات ساعة، بزيادة تزيد بقليل على 10% عن سعر الإغلاق أمس الإثنين، محطماً الرقم القياسي السابق الذي سجله في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كذلك، بلغ الغاز البريطاني، تسليم الشهر المقبل، مستويات قياسية جديدة قدرها 408.30 بنس للوحدة الحرارية، وهذه الأسعار أعلى بسبع مرات منها في مطلع العام، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
محللو مصرف "دويتشه بنك" قالوا إن "الغاز الطبيعي الأوروبي يواصل ارتفاعه الثابت"، ويمكن تفسير هذه الزيادة في الأسعار بعاملين هما:
– درجات الحرارة التي تواصل انخفاضها في أوروبا، في اليوم الأول من الشتاء.
– عدم تخزين غازبروم (مجموعة الغاز الروسية العملاقة) طاقات إضافية للغاز الذي يمر عبر أوكرانيا، علماً أن ثلث الغاز الأوروبي مصدره روسيا.
كان مخزون الغاز في أوروبا قد تراجع بسبب الشتاء الطويل عام 2020، ولم تعمد الدول إلى إعادة التخزين بشكل كافٍ منذ ذلك الحين، ويضاف إلى ذلك تدني حصة الطاقات المتجددة لأسباب تتعلق بالأحوال الجوية.
روسيا تضغط على أوروبا
كما يرى بعض المحللين أن روسيا تتشدد في عرضها من الغاز لأوروبا؛ للدفع باتجاه ارتفاع أسعار الطاقة في الشتاء، بهدف الضغط من أجل الإسراع في وضع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" قيد الخدمة، غير أن موسكو تنفي ذلك وتشير بدورها إلى القرارات الأوروبية خلف هذه الزيادة في الأسعار.
أُنجز مشروع خط "نورد ستريم 2″، لكن من غير المتوقع أن تصدّق عليه الهيئة الألمانية الناظمة للطاقة قبل منتصف 2022.
في ظل هذه الظروف، فإن أي حادث دبلوماسي جديد بين موسكو والدول المستوردة يثير موجة شراء في سوق الغاز، وهو ما حصل عند طرد دبلوماسيين ألمانيين، الإثنين 20 ديسمبر/كانون الأول 2021، رداً على إجراء مماثل اتخذته برلين الأسبوع الماضي، متهمةً روسيا بتدبير قتل معارض شيشاني في ألمانيا عام 2019.
من جهة أخرى، تبقى أوكرانيا في صلب التوتر بين موسكو والغرب الذي يتهم روسيا بحشد قوات على الحدود الأوكرانية تمهيداً لهجوم عسكري محتمل.
بدوره، يرفض الكرملين هذه الاتهامات، مؤكداً أن روسيا تواجه تهديداً من الحلف الأطلسي الذي يمد أوكرانيا بالسلاح، وينشر قدرات عسكرية جوية وبحرية في منطقة البحر الأسود.
كانت وكالة Bloomberg الأمريكية قد ذكرت في سبتمبر/أيلول 2021، أن تحذيرات أطلقها مسؤولون، من نفاد الغاز الطبيعي اللازم لتدفئة المنازل هذا الشتاء في دول أوروبا، بسبب شح المخزونات والإمدادات المحدودة من روسيا، وسط خلاف على مشروع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2″، الذي تعارضه واشنطن.