قالت مصادر مطلعة إن تل أبيب تعتقد أن المحادثات الإيرانية مع الدول الكبرى حول برنامجها النووي الدائرة في فيينا تتجه نحو التفجر، إلا إن حصلت صفقة مؤقَّتة، وهو على عكس ما عبرت عن رغبتها به الحكومة الإسرائيلية.
حيث تعتقد مصادر في إسرائيل الآن أن الطرفين لن يعودا إلى الاتفاقية الأصلية الموقعة في عام 2015 والمعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، لأنها على وشك الانتهاء، حسب ما قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية الأحد 19 ديسمبر/كانون الأول 2021.
حيث انتهت الجولة السابعة من المباحثات مع إيران الأسبوع الماضي في فيينا دون نتائج، واستُدعِيَ رئيس الوفد الإيراني، علي باقري كاني، إلى الوطن للتشاور.
تشاؤم عام
يقول المشاركون في المحادثات إن الجانبين قد يجتمعان الجمعة، 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، في النمسا، أو يوم 3 يناير/كانون الثاني 2022 على أبعد تقدير.
ومن المتوقع أن تتجاوز إيران العتبة التكنولوجية النووية، التي كان من المفترض أن تتجنبها اتفاقية 2015، في نهاية يناير/كانون الثاني أو أوائل فبراير/شباط 2022، وستتطلَّب قائمة مطالب إيران المزيد من المناقشات المكثَّفة.
وقد حدَّدَ مسؤول حكومي أمريكي نهاية الربع الأول من عام 2022 باعتباره التاريخ الذي ستُتَّخَذ فيه القرارات بشأن نجاح المحادثات أم فشلها.
فيما تعتقد مصادر إسرائيلية أن المجتمع الدولي سيواجه الآن مسارين محتملين: الأول هو تفجير المحادثات التي من شأنها أن تؤدي إلى أزمةٍ تحت السيطرة مع إيران وسوف تستمر لفترةٍ طويلة.
أما المسار الثاني فسيكون اتفاقاً مؤقَّتاً في الأسابيع المقبلة بين إيران والقوى العالمية يتضمَّن تفاهماتٍ جزئية حول برنامج طهران النووي. ولقد أوضحت إيران أنها تعارض مثل هذا الاتفاق في هذه المرحلة، ولكن من غير الواضح ما الذي قد يشمله.
وقد عبَّر جميع المشاركين في المحادثات مع إيران في غرف المفاوضات عن موقفٍ متشدِّدٍ ضدها وغضبٍ من المطالب التي قدَّمَتها طهران.
حيث قال مسؤول أمريكي في مؤتمرٍ صحفي: "أعتقد أن الإيرانيين فوجئوا قبل أسبوعين عندما التقوا بما كان يمثِّل حقاً جبهةً دبلوماسيةً موحَّدة، ليس فقط مجموعة E3 (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، بل روسيا والصين أيضاً".
وأضاف: "الإيرانيون حتى الآن لم يوافقوا على اتِّخاذ الخطوات التي سيتعيَّن عليهم اتِّخاذها في الشأن النووي، ولهذا نحن عالقون الآن".
وألقى المسؤول باللوم في تقدم إيران في برنامجها النووي في السنوات الأخيرة على إدارة ترامب، التي انسحبت "من جانبٍ واحد دون خطة أو مفهوم لما سيأتي بعد ذلك"، لكنه أضاف أن المحادثات قد لا تؤتي ثمارها.