قالت صحيفة The Washington Post الأمريكية، الأحد 19 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن الآلاف من مقاتلي طالبان تدفقوا من باكستان إلى أفغانستان خلال الأشهر الأربعة الماضية، تلبية لدعوة رموز طالبان وقادتهم الحريصين على تعزيز سيطرتهم على البلاد، وفقاً لمقابلات مع ستة أعضاء حاليين وسابقين بطالبان في باكستان وأفغانستان.
إذ حثت قيادة طالبان العليا المقاتلين واللاجئين الأفغان وطلاب المدارس الدينية في باكستان على القدوم إلى أفغانستان لمساعدة الحركة في حفظ الأمن بعد نجاحها في التقدم والسيطرة على البلاد، وحاجتها إلى تعزيزات، على حد قول أعضاء طالبان الحاليين والسابقين.
تدفق مقاتلي طالبان الباكستانيين
قال أحد مقاتلي طالبان الباكستانيين الذين ساهموا في جهود التجنيد من مدرسة في شمال غرب باكستان: "عُرض على العديد من مجاهدينا إقامة دائمة في أفغانستان إذا رغبوا في الانتقال إلى هنا". وقد تحدث هذا المقاتل -شريطة عدم الكشف عن هويته- لأنه غير مخول بالتحدث إلى الصحافة.
هذه الزيادة في مقاتلي طالبان وأنصارها من باكستان تعزز صفوفها في الوقت الذي تصارع فيه الحركة تهديدات أمنية وانهياراً اقتصادياً وأزمة إنسانية متفاقمة. لكن مصدر هذه القوات الإضافية قد يوقظ توترات قديمة مع باكستان في وقت حرج لقيادة طالبان، التي تركز على الحفاظ على الوحدة في مواجهة الأزمات المتعددة التي قد تقوّض الحركة.
على أن تنقُّل مقاتلي وأنصار طالبان بين أفغانستان وباكستان من أجل التعليم والعلاج والتدريب والقتال ليس بالشيء الجديد. لكنه ارتفع هذا العام.
إذ يقدر عدد مقاتلي طالبان في صفوفها بنحو 75 ألف مقاتل. ويُعتقد أن حجم التدفق الأخير من باكستان يتراوح بين 5 آلاف و10 آلاف مقاتل، وفقاً لقادة طالبان، وهذا العدد أعلى بعشرة أضعاف من المتوسط في موسم القتال.
تحرك يُعقد العلاقة مع باكستان
حسب الصحيفة الأمريكية فإن هذا التدفق يزيد من تعقيد علاقة باكستان وأفغانستان المعقدة أصلاً.
إذ كان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان قد أشاد بسيطرة طالبان العسكرية على أفغانستان، قائلاً إنها كسرت "قيود العبودية". وسافر رئيس المخابرات الباكستانية إلى كابول في أكتوبر/تشرين الأول، وكان خان من أشد الداعمين لاعتراف المجتمع الدولي بطالبان.
لكن عديداً من الباكستانيين يعزون عدم الاستقرار في أفغانستان للهجمات التي يشنها المسلحون على أراضيهم، والتي يخشون أن تزداد مع وصول طالبان إلى السلطة.
من جانبه، قال مسؤول بارز بوزارة الخارجية الباكستانية إن التقارير التي تتحدث عن عبور الآلاف من مقاتلي طالبان وأنصارها إلى أفغانستان "لا أساس لها من الصحة".
كما قال، شريطة عدم الكشف عن هويته ليتحدث عن الأمر بصراحة: "الحدود الباكستانية محاطة بسياج شبه كامل. فقد كانت حدوداً طويلة وسهلة الاختراق سابقاً، لكنها لم تعد كذلك، نعم، لا يزال لدينا ملايين اللاجئين الأفغان وأشخاص يأتون ويذهبون إلى أفغانستان. لكن القول بأن آلاف المقاتلين عبروا الحدود لا أساس له من الصحة".