تتأهب دول أوروبية
للتفشي المتزايد لمتحور "أوميكرون" من فيروس كورونا، ما دفع بعضها إلى اتخاذ إجراء عاجل بالإغلاق، فيما شددت أخرى من إجراءاتها للحد من انتشار المتحور، قبل أيام من احتفالات عيد الميلاد.
السلطات في هولندا أغلقت شوارع التسوق، واضطربت خطط الناس للاحتفال بعيد الميلاد مع بدء إغلاق جديد اليوم الأحد، بهدف الحد من ارتفاع متوقع في حالات كورونا، نتيجة لانتشار المتحور الجديد.
رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، أعلن الإغلاق المفاجئ مساء أمس السبت، وأمر بإغلاق جميع المتاجر باستثناء ما يبيع الضروريات، كما أُغلقت المطاعم وصالونات تصفيف الشعر والصالات الرياضية والمتاحف وغيرها من الأماكن العامة من اليوم الأحد وحتى 14 يناير/كانون الثاني.
مثلت هذه الأنباء صدمة للشعب الهولندي قبل عيد الميلاد ورأس السنة، وطالب العاملون في قطاع الضيافة بتعويضهم عن الدخل المفقود في موسم العطلات، في حين أكد أصحاب الصالات الرياضية أهمية الرياضة في أوقات الأزمات الصحية.
كذلك ستغلق جميع المدارس من غدٍ الإثنين ولن تفتح قبل التاسع من يناير/كانون الثاني 2022.
من جانبها، ذكرت قناة تلفزيون (بي.إف.إم) الفرنسية، أن باريس ألغت العروض المزمعة بالألعاب النارية، فضلاً عن الاحتفالات التي تقام عادة في شارع الشانزليزيه ليلة رأس السنة الجديدة، اتساقاً مع القواعد الحكومية للحيلولة دون تفشي متحور أوميكرون.
كان رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس قد أعلن يوم الجمعة الفائت حظر الحفلات العامة الكبرى وعروض الألعاب النارية في ليلة رأس السنة، وأوصى المواطنين، حتى من حصل منهم على اللقاح، بإجراء فحص طبي لكوفيد-19 قبل التجمع في حفلات العام الجديد.
بريطانيا هي الأخرى تشعر بقلق كبير من انتشار المتحور "أوميكرون"، وفي لندن بات المتحور هو المهيمن، وأعرب رئيس بلديتها صادق خان السبت، 18 ديسمبر/كانون الأول 2021، عن "قلقه الكبير"، معلناً حالة "حدث كبير" في العاصمة البريطانية تستلزم رداً منسقاً من الأجهزة العامة.
وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد، أحجم اليوم الأحد عن استبعاد احتمال فرض قيود جديدة للحد من انتشار كورونا قبل عيد الميلاد، قائلاً إن "انتشار سلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا يمثل وضعاً سريع التغير للغاية".
جاويد أضاف في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية رداً على سؤال عما إذا كان يستبعد فرض قيود قبل عيد الميلاد "نقيم الوضع الذي يتغير بسرعة شديدة"، وتابع: "لا ضمانات مع هذه الجائحة، في هذه اللحظة يتعين أن نبقي كل شيء قيد المراجعة".
بحسب وسائل إعلام بريطانية عدة، تنوي الحكومة حظر التجمعات في الداخل بعد عيد الميلاد لمدة أسبوعين، في محاولة لكبح هذا التفشي.
بالموازاة مع ذلك، قالت صحف محلية في إيطاليا، اليوم الأحد، إن الحكومة تدرس اتخاذ تدابير جديدة لتجنب زيادة حالات الإصابة بكوفيد-19 خلال فترة العطلات، وسط مخاوف من انتشار سلالة أوميكرون شديدة العدوى.
صحيفة "كورييري ديلا سيرا" اليومية الإيطالية، أفادت بأن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي قد يفرض على من تم تطعيمهم إجراء اختبار لإثبات عدم إصابتهم بالفيروس قبل دخول أماكن مزدحمة، بما في ذلك الملاهي والملاعب.
ستكون الاختبارات السلبية مطلوبة للدخول إلى دور السينما والمسارح، بالإضافة إلى وضع الكمامات في الأماكن المفتوحة.
بموجب القواعد الحالية، يحق لمن تلقوا اللقاح أو تعافوا مؤخراً من المرض الدخول والجلوس في الحانات والمطاعم والمتاحف ودور السينما والنوادي والمباريات الرياضية.
وباتت بعض الدول في الاتحاد الأوروبي، مثل أيرلندا والبرتغال وإيطاليا واليونان تفرض على المسافرين الأوروبيين، حتى الملقحين منهم، إبراز فحص تشخيص سلبي النتيجة لدى وصولهم.