مسؤول تركي يشكك في مبررات أمريكا حول إلغاء صفقات “إف-35”.. للأمر علاقة بإسرائيل وليس “التجسس”

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/16 الساعة 21:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/16 الساعة 21:15 بتوقيت غرينتش
طائرات إف-35 وهي تفتح حاويات أسلحتها الداخلية/ رويترز

قال مسؤول تركي كبير، تحدَّث شريطة عدم الكشف عن هويته، لموقع Middle East Eye البريطاني، إن هناك شكوكاً متنامية بأنقرة في أنَّ الولايات المتحدة استخدمت المخاوف بشأن التجسس الروسي حجَّةً لإخراج تركيا من برنامج الطائرة المقاتلة F-35، بينما الهدف الأقرب من ذلك له علاقة بـ"التفوق العسكري لإسرائيل".

أثار المسؤولون الأتراك تلك المخاوف مجدداً هذا الأسبوع بعد انسحاب الإمارات من صفقة لشراء مقاتلات F-35، بعدما فرضت الولايات المتحدة ما وصفها مسؤول إماراتي بأنَّها متطلبات "شاقة" لحماية المقاتلة من التجسس الصيني، وذلك حسبما جاء في تقرير للموقع البريطاني، الخميس 16 ديسمبر/كانون الأول 2021. 

مبررات واشنطن

المسؤول التركي أوضح في المناسبة نفسها: "لم يوضحوا لنا قط كيف يمكن لمنظومة S-400 التجسس على المقاتلة".

كما أضاف: "لم يريدوا قط أن يُطلِعونا على سُبُل ووسائل هذا التجسس الروسي المحتمل من خلال المنظومة الصاروخية الروسية على F-35. تعاملوا مع الأمر كما لو كان سراً من أسرار الدولة".

كانت تركيا جزءاً من برنامج المقاتلة F-35 منذ مطلع العقد الأول من الألفية الجديدة، ودفعت 1.4 مليار دولار على مدار السنوات، من أجل تطوير وإنتاج المقاتلة وتقنيتها المتطورة المنتمية للجيل الخامس.

لكن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبعد سنوات من الخلاف الدبلوماسي، طردت الحكومة الأمريكية وشركاؤها تركيا من البرنامج، بالأساس نتيجةً لحصول أنقرة على منظومة الدفاع الصاروخي روسية الصنع S-400.

كان المسؤولون الأمريكيون قد أبلغوا نظراءهم الأتراك ووسائل الإعلام مراراً، أنَّ S-400 قد تجمع معلومات حساسة عن تكنولوجيا المقاتلة F-35، وأنَّه من المستحيل أن تُبقي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تركيا في البرنامج.

رداً على ذلك، اقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مراتٍ عدة، إنشاء لجنة فنية لبحث ما إذا كان ممكناً استخدام S-400 وF-35 في الوقت نفسه دون تعريض الأخيرة للخطر. لكنَّ المسؤولين الأمريكيين رفضوا هذا الطلب مراراً.

منح إسرائيل تفوقاً

يقول المسؤول التركي الكبير للموقع البريطاني، إنَّ مهندسين أمريكيين عملوا في برنامج F-35 أخبروا زملاءهم الأتراك بأنَّ صواريخ S-400 لا تُشكِّل أي تهديد لمقاتلات F-35. وأضاف: "وحين نقلنا هذا إلى المسؤولين الأمريكيين، كان الرد هو الحديث المعتاد نفسه".

كما يعتقد هو والعديد من المسؤولين الأتراك الآخرين أنَّ الضغط الإسرائيلي ضد حصول تركيا على مقاتلات F-35 لعب دوراً في منع تقديمها لأنقرة أكبر مما لعبت أزمة S-400.

في السياق نفسه، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية في عام 2019، بأنَّ إسرائيل عملت خلف الكواليس لضمان أن تمنع واشنطن بيع مقاتلات F-35 لتركيا؛ للحفاظ على تفوقها العسكري في المنطقة.

عارض أعضاء ديمقراطيون كبار في مجلس الشيوخ أيضاً حصول الإمارات على مقاتلات F-35، في أبريل/نيسان الماضي، مُحتجِّين بالتفوق النوعي لإسرائيل.

من جانبها، قالت متحدثة باسم البنتاغون، بعد سؤالها عن الزعم التركي بأنَّ مخاوف التجسس الروسي كانت حُجَّة، إنَّ موقف الحكومة الأمريكية لم يتغير.

أضافت جيسيكا ماكسويل، وهي متحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "منظومة S-400 غير متوافقة مع مقاتلة F-35، لذا جرى تعليق عضوية تركيا في البرنامج".

وجاء في رسالتها أيضاً: "شراء الأسلحة الروسية يجلب للروس عائدات ومنفذاً ونفوذاً، ونحث تركيا وكافة شركاء وحلفاء الولايات المتحدة على تجنُّب مثل هذه المشتريات".

تحميل المزيد