كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول 2021، النقاب عن تعهُّد الولايات المتحدة الأمريكية بشكل سري بإعادة إعمار إسرائيل، في حال تدمرت بنيتها التحتية، إثر نشوب حرب إقليمية.
حسب الصحيفة ذاتها، فإن الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل على إعادة بناء البنية التحتية المدنية التي ستتضرر من نشوب حرب، وضمن ذلك على سبيل المثال، اندلاع قتال مسلح بينها وبين إيران.
الصحيفة قالت: "في الفصل الأخير من خطة الدفاع المشترك الإسرائيلية الأمريكية السرية لحالة طوارئ إقليمية، هناك بند لا يعرفه سوى عدد قليل في المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية، تتعهد الإدارة الأمريكية في هذا القسم المعنون (المساعدة لإعادة بناء دولة إسرائيل)، بمساعدة إسرائيل على إعادة بناء البنية التحتية المدنية التي ستتضرر من حرب إقليمية، على سبيل المثال بينها وبين إيران".
فيما أشارت إلى أن ذلك يشمل إعادة إعمار "الموانئ والكهرباء والاتصالات والمياه والطرق وأي مساعدة أخرى ستسعى إسرائيل إلى إعادة إعمار الجبهة الداخلية".
كما لفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن "هذا البند أقل دراية؛ ربما لأنه لم يصبح ساري المفعول حتى عام 2018، وربما لأنه لا أحد يعتقد أنه سوف يلحق تدمير البنية التحتية على النطاقات التي تتوقعها السيناريوهات المتطرفة".
بينما من المشكوك فيه أن تكون الولايات المتحدة لديها اتفاق مماثل مع دولة أخرى، وفقاً للصحيفة ذاتها التي نوهت إلى أن تل أبيب وواشنطن لا تتحدثان عن تحالف عسكري حتى الآن، "ويحل مكانه تعاون بين مقرات قيادات إسرائيلية وأمريكية، تتشارك المعلومات في مجالات استخباراتية وعسكرية وعمليات مشتركة للدفاع الجوي عن إسرائيل".
في حين أشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن الاتفاق "مخصص لسيناريوهات متطرفة: هجوم صاروخي واسع النطاق على الموانئ البحرية، وأنظمة إمدادات الكهرباء والمياه، وغيرها من المواقع الحيوية".
إلا أن الصحيفة استدركت بالقول: "لكن الهجوم المشترك (الأمريكي الإسرائيلي) على المنشآت النووية، لايزال حلماً بعيد المنال".
"هجمات على منشآت نووية إيرانية"
كانت إسرائيل قد أعلنت في الأسابيع الأخيرة أنها تستعد لتنفيذ هجمات على منشآت نووية إيرانية.
في المقابل، قالت وسائل إعلام إيرانية رسمية، السبت 11 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن مسؤولاً عسكرياً إيرانياً كبيراً توعَّد من وصفهم بـ"المعتدين" بدفع "ثمن غالٍ"، وذلك بعد نشر تقرير عن خطط أمريكية إسرائيلية لإجراء تدريبات عسكرية محتملة استعداداً لضربات تستهدف مواقع نووية إيرانية في حال فشل الدبلوماسية.
حيث نقلت وكالة "نور" الإخبارية، التابعة لأعلى جهاز أمني بإيران، في تغريدة على "تويتر"، عن مسؤول عسكري لم تذكر اسمه، قوله: "إتاحةُ الأجواء لأن يختبر القادة العسكريون الصواريخ الإيرانية مع أهداف حقيقية ستكبد المعتدين ثمناً غالياً".
"أسوأ سيناريو"
كان مسؤول أمريكي كبير قد ذكر لوكالة رويترز، الخميس 9 ديسمبر/كانون الأول، أنه من المتوقع أن يناقش قادة الدفاع الأمريكيون والإسرائيليون إجراء تدريبات عسكرية محتملة استعداداً لأسوأ سيناريو ممكن، لتدمير المنشآت النووية الإيرانية إذا أخفقت الدبلوماسية، وإذا طلب زعيما الدولتين ذلك.
يشار إلى أن الإدارة الأمريكية أعلنت أنها بصدد تحضير عقوبات جديدة ضد إيران "في حال فشلت المفاوضات النووية" الجارية في فيينا.
جدير بالذكر أن إيران تنفي السعي إلى صنع أسلحة نووية، وتقول إنها تريد أن تبرع في التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية. لكن مطالب كبيرة قدمتها حكومة إيران الجديدة خلال المحادثات، زادت شكوك الغرب في سعي طهران لكسب الوقت فيما تطور برنامجها النووي.
إذ ينتاب القلق المسؤولين الأمريكيين منذ وقت طويل، إزاء قدرة الولايات المتحدة على تحديد مكان أجزاء برنامج التسلح النووي الإيراني المتناثرة وتدميرها، عند إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة.