أعلنت الولايات المتحدة إدراج "الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية العسكرية"، و11 معهداً صينياً آخر يشتغل بمجال التكنولوجيا الحيوية، ضمن قائمة سوداء لمنع الصادرات منها؛ بزعم أن هذه الكيانات تساعد الجيش الصيني في تطوير أسلحة ذات قدرات تكنولوجيا قادرة على "التحكم في الدماغ البشري" وفقاً لما نشرته The Financial Times البريطانية.
وزارة التجارة الأمريكية كانت قد كشفت الخميس 16 ديسمبر/كانون الأول عن وضع معاهد البحوث الصينية ذات الصلة على "قائمة الكيانات" التي تُمنع الشركات الأمريكية من تصدير التكنولوجيا أمريكية الأصل إليها.
وقالت جينا ريموندو، وزيرة التجارة الأمريكية: "تعمد الصين إلى استخدام هذه التقنيات لفرض السيطرة على شعبها وقمع الأفراد المنتمين إلى الأقليات العرقية والدينية بها، بينها الإيغور المسلمين".
وفي معرض التوضيح للقرار الأمريكي، قال مسؤول أمريكي كبير إن الصين استخدمت التقنيات الحيوية الناشئة لمحاولة تطوير تطبيقات عسكرية للاستعمال في المستقبل، منها "تعديل الجينات الوراثية، وتعزيز الأداء البشري، وواجهات الدماغ الحاسوبية"، والأخيرة هي أنظمة تتيح إنشاء اتصال مباشر بين دماغ الإنسان وأجهزة خارجية ونقل الإشارات بينهما.
وأشار مايكل أورلاندو، رئيس الوكالة الأمريكية للأمن السيبراني (NCSC)، مؤخراً إلى أن الولايات المتحدة عملت على تحذير الشركات من الجهود الصينية للحصول على التكنولوجيا الأمريكية في خمسة قطاعات رئيسية، منها قطاع التكنولوجيا الحيوية.
ضغوط أمريكية على الصين
وفي سياق منفصل، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الخميس 16 ديسمبر/كانون الأول إدراج شركة التكنولوجيا الصينية "دي جيه آي" DJI، أكبر شركة لتصنيع الطائرات المسيرة في العالم، وسبع شركات صينية أخرى، في قائمة العقوبات الخاصة بـ"الشركات التابعة للمجمع الصناعي العسكري الصيني" لتورطها المزعوم في تيسير عمليات مراقبة الإيغور المضطهدين في إقليم شينجيانغ.
وتقتضي العقوبات بمنع المستثمرين الأمريكيين من الاستثمار في أي من المجموعات الصينية الخمس عشرة المدرجة الآن في القائمة السوداء لوزارة الخزانة الأمريكية.
تشمل القائمة السوداء شركة Megvii وشركة CloudWalk Technology، وهما شركتان لبرمجيات التعرف على الوجوه، وشركة Dawning Information Industry، وهي شركة عملاقة لتصنيع أجهزة الكمبيوتر وتدير خدمات الحوسبة السحابية في إقليم شينجيانغ.
من جانب آخر، قال بريان نيلسون، وهو مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأمريكية، إن "الإجراء الذي اتخذناه اليوم يسلط الضوء على التعاون القائم بنشاط بين الشركات الخاصة في قطاعي التكنولوجيا العسكرية وتقنيات المراقبة مع جهود الحكومة الصينية لقمع أفراد الأقليات العرقية والدينية.
وتأتي هذه التحركات في أعقاب الإعلان الذي صدر الأسبوع الماضي عن إدراج شركة SenseTime، وهي شركة ذكاء اصطناعي تعمل ببرامج التعرف على الوجه، في القائمة السوداء أيضاً.
وتشمل قائمة الشركات الأمريكية التي لديها استثمارات مع شركة "دي جيه آي" الصينية شركتي "أكسل" Accel، و"كلاينر بيركنز" Kleiner Perkins، وهما شركتان أمريكيتان بارزتان في مجال الاستثمار المالي. واستثمرت شركة "أكسيل" مبلغ 75 مليون دولار في "دي جيه آي" الصينية في عام 2015، وأسهمت في إنشاء صندوق بقيمة 10 ملايين دولار بدعم من الشركة الصينية للاستثمار في تقنيات الطائرات المسيرة.
في المقابل، أعلنت شركة "كلاينر بيركنز" الأمريكية عن بيع جزء من حصتها في شركة "دي جيه آي" الصينية وعن نيتها الامتثال للمتطلبات التي أعلنتها الحكومة الأمريكية، وفقاً لشخص مطلع على الأمر. ولم تعلق شركة "كلاينر بيركنز"، ولم ترد شركة "أكسل" على طلبات التعليق.
وتأتي إجراءات وزارتي التجارة والخزانة الأمريكيتين ضمن أحدث الجهود التي تبذلها إدارة بايدن لزيادة العوائق أمام الجيش الصيني في تطوير تكنولوجيا قد تكون مضرة بالأمن القومي للولايات المتحدة، ومعاقبة بكين في الوقت نفسه على اضطهادها للإيغور في شينجيانغ.
على الجانب الآخر، وصفت السفارة الصينية في واشنطن المزاعم الأمريكية حول شينجيانغ واستخدامات التكنولوجيا الحيوية في الأسلحة بأنها "لا أساس لها من الصحة".
إذ قال ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية: "لطالما عارضت الصين التحركات الأمريكية لتوسيع مفهوم الأمن القومي، والاستناد إليه في القمع غير المبرر للشركات والمؤسسات البحثية الصينية".