قال وزير الزراعة اللبناني، عباس الحاج حسن، الثلاثاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن "الحرب اليمنية هي أكثر حرب يجب أن تنتهي اليوم"، مطالباً بإنهائها في أسرع وقت ممكن.
حديث "حسن"، وهو مقرب من جماعتي "حزب الله" و"أمل"، جاء في مقابلة مع تلفزيون "لنا" السوري، بحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام (رسمية).
فيما أضاف حسن: "لا يمكن لأي إنسان أن يرى مئات آلاف القتلى والمشردين والجياع يبحثون عن أمل ولا يجدونه ويقول بأن الحرب يجب أن تستمر، وبغض النظر عن السبب والمسبب، ولينتصر من يشاء، لكن على الحرب أن تنتهي".
كما ذكر أن الحرب في اليمن يجب أن تنتهي "بغض النظر مع من الحق؟، وعلى من؟، ومن أين بدأت؟، ومن أي تنتهي؟".
أزمة تصريحات قرداحي
تأتي تصريحات وزير الزراعة اللبناني في ظل أزمة دبلوماسية مستمرة بين بلاده والسعودية؛ جراء تصريح بشأن حرب اليمن أيضاً أدلى به جورج قرداحي قبل توليه حقيبة الإعلام في لبنان وقاده إلى الاستقالة، في 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
كان قرداحي قد قال في مقابلة متلفزة بثتها منصة إلكترونية لفضائية "الجزيرة" القطرية، سُجلت في أغسطس/آب وبُثت في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضيين، إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات"، وذلك قبل تعيينه وزيراً في سبتمبر/أيلول الماضي.
تلك التصريحات أثارت أزمة دبلوماسية عاصفة بين دول خليجية ولبنان، أعقبتها مساعٍ ومحاولات للوساطة من أجل إنهاء تلك الأزمة.
حينها، سحبت الرياض سفيرها في بيروت وطلبت من السفير اللبناني لديها المغادرة، وهو ما فعلته لاحقاً كل من الإمارات والبحرين والكويت واليمن.
يُذكر أنه في مايو/أيار 2021، طلب وزير الخارجية اللبناني آنذاك، شربل وهبة، إعفاءه من مهامه، إثر تصريحات اعتبرها البعض مسيئة للسعودية وبقية دول الخليج.
هذه الأزمة تزيد الوضع سوءاً في لبنان، الذي يعاني منذ عامين أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مع انهيار العملة المحلية (الليرة)، وشح في الأدوية والوقود وسلع أساسية أخرى، وهبوط حاد في القدرة الشرائية.
تاريخياً، كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، لكنها باتت تشهد توترات بين حين وآخر، أحدثها في مايو/أيار الماضي، عقب تصريحات لوزير الخارجية اللبناني آنذاك، شربل وهبة، قال فيها إن "دول الخليج دعمت صعود تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة".
جدير بالذكر أن اليمن يشهد حرباً منذ عام 2015، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.